جهات

الامتحانات الإشهادية أكبر هاجس للرباطيين

الرباط. الأسبوع

    حتى تتأكدوا من فراغ جوف بعض اللجان من مصداقيتها ومن خدمتها للسكان، وحتى تفكوا شيفرة المعارك التي تندلع بالمفاوضات والتهديدات والمقايضات والانسحابات والاستقالات، للفوز بامتيازاتها ونفوذ رئاستها، حتى تعددت تسمياتها وعمت خيراتها على “شافاتها” ولم يظهر أي “فتات” لفائدة الرباطيين.. ها هم الأمهات والآباء وعددهم بمئات الآلاف في العاصمة، يعيشون على أعصابهم كلما دقت ساعة امتحانات آخر السنة في الجامعة وفي التعليم الثانوي والابتدائي، ولا لجنة من تلك اللجان ولا مجالسها الثمانية اهتمت بهاجس الناس الذي هو الأكبر والأهم بالنسبة إليهم، وهو مستقبل فلذات الأكباد والذي يتساوى فيه المتعلمون في الخصوصي وفي العمومي، فهل لهذه المجالس “فكرة” عن الامتحانات المنتظرة بعد أيام؟ وهل لديها إحصائيات عن غياب العديد من المدرسين أثناء الدراسة وتأثير ذلك على المتمدرسين؟ هل الانتقال النوعي من مرحلة الابتدائي إلى الثانوي ومنه إلى الجامعي، تدارسته وناقشته واتخذت في شأنه الإجراءات اللازمة؟ ثم هل في علمها أعداد التلاميذ والطلبة ومشاكلهم؟

فإذا كانت على بينة من ذلك وصامتة، فتلك مصيبة تشكل إدانة صريحة لها، وإذا كانت تجهل أو تتجاهل هذا الهاجس المؤرق لآلاف العائلات، فهي متهمة بالتخلي عن واجب الدفاع والاهتمام والمواكبة والتضامن مع الذين تمثلهم وتدافع عنهم وتتصرف في أموالهم وممتلكاتهم وترعى شؤونهم ومستقبل أبنائهم، سواء بالقرارات أو بالتوصيات أو بالملتمسات الجماعية.. فهل فعّلت واحدة منها؟ وحتى إن كانت غير مختصة، فالمجالس الثمانية تنتمي إلى أحزاب تقود الحكومة، وتشرع في البرلمان وترفع شعار: “تستاهلوا أحسن”، وها هو أول امتحان ينتظرها من أهم الامتحانات الاجتماعية، امتحان مستقبل أبناء الشعب وسيكون منهم الناجحون، والراسبون، والمتخرجون، والمطرودون.. فما هي وصفات المجالس المنتخبة لعلاج كل حالة؟ إذ من المفروض أن تكون على أتم الاستعداد لخوض الاتصالات اللازمة بصفتها مسؤولة عن تمثيل المواطنين، حتى تضمن للمتمدرسين حقوقهم في التعليم بكل أنواعه، وللوالدين الطمأنينة على أن الممتحنين مهما كانت نتائجهم، فسيسهر المنتخبون على تتبع مسارهم ومساعدتهم.

فلا نعتقد أن هذا الهاجس يتقاسمه نوابنا مع من صوتوا عليهم، لأن قضايا مصيرية مثل “صراط الامتحانات” غير مدرجة في اهتماماتهم، كما أنه مرفوع عن دردشات كل اللجان “الصورية” – مع الأسف – والتي تتحاشى الخوض فيما يعانيه الرباطيون، لجان تكلف أموالا باهظة ولا ظهر منها عمل مجدي لفائدة الساكنة، فلو أدت دورها كما يجب، لأصبحت قوة فعالة يحتمي بها الرباطيون وتهابها كل المؤسسات التعليمية، فالامتحانات التي تحدد مصائر أبنائنا على الأبواب بدون “بَوّاب” ينوب عن الآباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى