الرباط | السكان يطالبون بميزانية لمدينة الأنوار وليس للقمل والفئران و”الدراسات”

شرعت مصالح الجماعة في تقديم اقتراحاتها إلى قسم الميزانية، لتحضير الوثيقة المالية لسنة 2015، على أساس مناقشتها في لجنة المالية والميزانية ثم عرضها على أنظار المجلس الجماعي في دورة أكتوبر للمصادقة عليها.
إن ميزانية العاصمة والتي تشرف على تحضيرها أقسام تقنية وإدارية، هي ميزانية جد “رجعية” وكأنها في تسميات بنودها وضعت لزمن من كان فيه القمل والفئران والطوبات والكلاب الضالة هم كل مشاكل المدينة، فأما اليوم من المخجل أن تبقى نفس البنود “مبندة” في ميزانية 2014 والله يحفظ أن تنتقل إلى ميزانية 2015. ونعترف هنا باجتهاد خاص توارثه المنتخبون بإضافة بنود للدراسات وتضم مئات الملايين، وتعويضات عن الأشغال الشاقة وتكلف مليارا كاملا غير منقوص ثم “اللعب” على بنود أخرى وفيها الملايير.
فأما والرباط صارت مدينة للأنوار، نطالب بميزانية تكون تسميات بنودها تتناسب ومكانتها الحالية، وواضحة في أهدافها مثل الدراسات التي تكلف العاصمة مئات الملايين، وفي البلدية أقسام تقنية بمهندسين وتقنيين وتجهيزات مهمة، فإذا لم تستطع هذه الأقسام إنجاز دراسات على مستوى جد متواضع، وتكلف بها الخواص مقابل مئات الملايين، فعليها بكل صراحة أن تعفي السكان من كتلة أجور وتعويضات وامتيازات موظفيها وتتكفل بمهامها الشركات الخصوصية، فأما نفقات الأشغال الشاقة، مع أن تلك الأشغال تقوم بها شركات الأزبال والتطهير، فإنها مسخرة بليدة للاستفادة من أموال بغير حق. وتصوروا معنا، عاصمة إفريقية ترغب في الاضطلاع على تجارب الرباط مدينة الأنوار، فتكشف بأن ميزانية مدينة الأنوار أفظع من ميزانية المدينة الإفريقية وقد تكون تجاوزتها بتسميات جد مختلفة وبنود جد “معيقة” وتشتم منها روائح…
إننا ونحن ننبه بتخلف الوثيقة المالية لمدينة الأنوار، فإننا نطالب بإعادة تصحيح وكتابة فقراتها وحذف ما هو موروث عن زمان الظلام لتدشين زمان الأنوار، ونتمنى ذلك مع ميزانية 2015، حتى يترك المنتخبون الحاليون عملا سيسجل لهم في ميزان الحسنات ليمحو السيئات وما أكثرها وأعمقها.
فهل سيضعون لنا ميزانية للأنوار، أم للفئران والقمل والكلاب و… الدراسات…؟