الأسبوع. زهير البوحاطي
تعرف العديد من الجماعات القروية بجهة الشمال، خلال فصل الصيف، انتشارا مخيفا ومتزايدا للأفاعي والعقارب التي تتسبب في عدد من الوفيات بلدغاتها للناس وخصوصا الأطفال، حيث تتسبب درجة الحرارة المرتفعة في خروج مثل هذه الحشرات من جحورها قاصدة الأماكن الباردة، ما يجعلها تهاجم منازل القرويين وغيرهم مهددة أرواحهم.
ورغم نقل المصابين إلى المستوصفات الصحية والمستشفيات سواء الجهوية أو الإقليمية من أجل تلقي الرعاية الطبية، إلا أن ذلك لا يكلل بالنجاح، بسبب غياب اللقاحات المضادة للدغات الأفاعي والعقارب، مما يعرض حياة المصابين للخطر وبتر أعضائهم، كما أن تأخر العلاج قد يتسبب في الوفيات، فمعظم المرافق الصحية بالعالم القروي أو الحضري لا تتوفر على العلاج، والحصول عليه في الوقت المناسب شبه مستحيل أو أمر غير متاح أمام العديد من المصابين خصوصا الأشخاص الذين يعملون في الحقول والأطفال الذين يلعبون خارج منازلهم.
ولا يجد الأطباء حلا لضحايا لدغات الأفاعي والعقارب سوى بتر الأطراف، في بعض الحالات، وذلك لغياب مضادات السموم التي ينبغي أن تتوفر في كافة المرافق الصحية، خصوصا بالعالم القروي، لكن وزارة الصحة تستغني عن مثل هذه الأدوية بسبب ارتفاع سعرها في سوق الأدوية، كما أن الشركات المغربية المتخصصة في صنع الأدوية لا تصنعها بسبب قلة المشترين، والنتيجة هي أن المضادات تظل بعيدة عن متناول المواطنين الذين يحتاجون إليها خلال تعرضهم للإصابة.
وما يزيد الطين بلة، نقل الضحايا متأخرين إلى المستشفيات بسبب غياب وسائل النقل، كما أن بعض الجماعات القروية تفرض على المرضى تأدية مبالغ معينة لنقلهم بسيارات الإسعاف التابعة لها.
هذا، ويناشد العديد من المواطنين الجهات المعنية، من أجل توفير هذه اللقاحات بالمرافق الصحية المتواجدة بالعالم القروي، لتفادي هذه الحوادث المأساوية.