كواليس الأخبار

«بن كيران تائه في حقل صراع المشروعيات!»

بقلم: رداد العقباني

       أحالني “تيه” السيد عبد الإله بن كيران، وحيرة البروتوكول الملكي، بأحد مساجد مدينة وجدة، على سابقتين: مقبرة الشهداء بالرباط، والإمارات العربية المتحدة.

استحضرت في الحالة الأولى، صراع المشروعيات ودبلوماسية المقابر، التي يقودها بحكمة، زعماء وطنيون ورجال دولة سابقون، عبد الرحمن الكوهن، ومحمود عرشان، ومحمد خليدي أساسا ومن معهم (الصورة)، لتحضير “مؤسسة عبد الكريم الخطيب للثقافة والعلوم”، وهو حدث غير عادي بكل المقاييس، بحكم رسالته وصفات أطرافه وتوقيته ومكانه. بينما ذكرتني الثانية، بقصة صراع مشروعيات أخرى ودبلوماسية دينية،يقودها ما يوصفون بعلماء السلطان، في “مجلس حكماء المسلمين”برئاسة شيخ الأزهر،تابعللإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر.

تتمة المقال بعد الإعلان

إذا كان غياب السيد بن كيران مبررا في الحالة الأولى،فإن غياب المغرب في الحالة الثانية كان مفاجئا، وتوزعت آراء المراقبين حول أسباب غياب علماء الدين المغاربة عن المشاركة، ضمن مجلس حكماء المسلمين، والذي تشتمل لائحة أعضائه المؤسسين، علماء من مصر وموريتانيا والجزائر وتونس والأردن وليبيا.

ويشرح الشيخ أبو حفص رفيقي، عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة، ورابطة علماء المغرب العربي، في تصريحات لهسبريس: “غياب المغاربة عن الانضمام للمجلس الجديد إلى ما راج حوله، وعن حيثيات تأسيسه خاصة رغبة النظام الإماراتي في تأسيس مؤسسة منافسة للاتحاد العالمي العلماء المسلمين المعروف بتبعيته لقطر، وللتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ومواجهة له، بحكم مواقف الاتحاد المؤيدة للثورات العربية والمساندة للإسلاميين، والانتقادات اللاذعة التي يوجهها الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد،للنظام الإماراتي”. وهناك حسب مصادرنا، ملفات خطيرة تستبعد وملفات أخطر تستحضر، في إطار خطة جديدة لإعادة خارطة المشروعيات بالعالم العربي، مما يفسر بحث القصور الملكية عن.. خدام.

لنختم كما بدأنا، بتيه السيد رئيس الحكومة، وما تركه من لغط رغم تفاهة الحادث.

تتمة المقال بعد الإعلان

بن كيران بخفة دمه وحيائه، هو من الرجال الذين عندما يتصرفون، لا يدري من يراهنون عليهم، في إطار توازن القوى السياسية، أو خصومهم، ما إذا كان تصرفهم، صادر عن خطإ في التقدير، أو جهل بالمساطير، أو عن ذكاء وحيلة. لكن اختيار الميدان بعناية، مسجد بوجدة، بحضور أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، والتوقيت، مناسبة صلاة ليلة القدر المباركة، ليس بريئا، كما كانت الطلقة دقيقة في إصابة الهدف، من جانب كل الأطراف(…)، ووصلت الرسالة.

بغض النظر، عن كل تحليل سياسي وتصرف لا يليق بأعراف البروتوكول المخزني، يؤدي إلى الاتفاق، أو إلى الاختلاف، مع السيد عبد الإله بن كيران، فإن حكومته تكاد، في حقل الفراغ المحيط بها، أن تشعل ضوءا صغيرا أو “مصباحا”، في هذا النفق الطويل الذي لا نرى نهايته في وطننا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى