جهات

متى يعود الترفيه إلى العاصمة ؟

بعد توالي الأزمات..

الرباط. الأسبوع

    فشل آخر يثقل ميزان المنتخبين بالعجز عن توفير مضادات للصدمات القوية التي زعزعت الاستقرار النفسي للرباطيين أثناء اجتياح جائحة “كورونا”، التي لا زالت حاضرة بمخلفاتها وأثارها السلبية على استعادة حياتنا الطبيعية بكيفية أو بأخرى.. مخلفات عالجتها بلديات عواصم غربية إما بعرض المصابين على أطباء نفسانيين في إطار المساعدة الاجتماعية، أو أنها لجأت إلى علاج جماعي ذكي بتنظيم وسائل الترفيه وسط الساكنة مثل: تنظيم حفلات موسيقية، ومباريات ثقافية ورياضية وفنية.. فبعد سنتين وبضعة شهور من العيش على هواجس الخوف من الموت الذي اقترب منا كثيرا، ومن انعكاسات الحجر الصحي، وتراجع كل الخدمات، وانتشار الإفلاس… إلخ، بدأت طبول الحرب في جهة من المعمور تدق معلنة عن أزمات خانقة في الطاقة والمحصول الزراعي، وما إلى ذلك.

فبماذا خففت مجالسنا من تأثير هذه المصائب على الساكنة.. في بدايتها وفي توغلها، ثم تراجعها إلى الخلف بعدما تركت في نفوس الرباطين ندوبا من المآسي والآلام لا يمكن أن تتبخر صدفة إلا بـ”سحر” الترفيه، لامتصاص شحنات التشنجات الداخلية التي أصابت الرباطيين ونتج عنها قلق وتوتر واكتئاب غير مفهومين، خصوصا في الأحياء المكتظة، وكان على مجالسنا – كل حسب مقاطعته وخاصيتها – العمل على الترويح على السكان بأي ترفيه، لانتشالهم من وضعيتهم المتأزمة، فالاكتئاب الظاهر منه والباطن، تفشى بشكل مرعب في أجسامنا، وحتى في أجساد منتخبينا الذين تتوتر أعصابهم فيما بينهم عند مداخلاتهم أو لقاءاتهم الإدارية مع المواطنين، والمجالس عليها تفعيل لجانها الفنية والثقافية والاجتماعية لتحل محل لجنة لم تصل بعد إلى العاصمة: لجنة الترفيه، وخارج حدودنا لجان للسعادة “يا عباد الله”، تشقى وتضحي وتسهر على تحقيق السعادة للمواطنين المصوتين على ناخبين يحققون سعادتهم فقط، وعندنا في العاصمة “يا حسرة”، بند في الميزانية يمنح تعويضات سخية للقضاء على الشقاء والأوساخ، وتمنح للمكلفين بإسعادنا، ربما ليسعدوا أنفسهم بملء جيوبهم بأموالنا، وتلك هي قمة نشوتهم وأفراحهم، بينما نحن نستمر في غياهب الكآبة والاكتئاب ولا من يفكر فينا من السعداء الحقيقيين بضرائبنا.

فالاكتئاب يزحف والترفيه يتراجع في العاصمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى