جهات

هل تحولت مكناس إلى دوائر انتخابية أم لا زالت في خانة وحدة المدينة ؟

محسن الأكرمين. مكناس

    يبدو للعيان أن مكناس تسير نحو تدبير للمرافق الاجتماعية والرياضية والبيئية بمنطق “الوزيعة” من خلال برنامج عمل الجماعة 2022-2027، إلا أنه برنامج شفهي وصامت حد الجمود، فمكناس لا زالت تُبطئ الخطى في سياسة التخطيط وتوثيق التنمية على الأرض، وهي المدينة الوحيدة في المملكة التي تذكر في التاريخ الماضي بالمجد ولا يتم ذكرها في الحاضر حتى في النشرات الجوية، حتى أصبح المواطن المكناسي يقول أن التنمية بمكناس تسير بالبطء الشديد، ويتساءل عن مميزات مجلس المدينة، فلا يجد إلا الشتات والتلون السياسي المتغير في المواقف لحظة بلحظة.

فالكل ينتظر اليوم الذي تَتَشتت فيه “رُمانة” مجلس جماعة مكناس، وقد يفرح يوم تعاد “اللعبة” وقد لا يُكلف نفسه حتى البحث عن سبل تقويم اعوجاج منحى أداء المجلس مؤسساتيا.

بمكناس يتواجد اللغو، ونقض اللغو المفسد للسياسة كثيرا داخل وخارج جلسات المجلس، حيث أصبح “التشيار” الخطير ميزة لصيقة ببعض أعضاء المجلس، وقد ينتهي بمفوض قضائي، أو عند رفع الأيدي بتصويت الأغلبية على نقاط “الموافقة والمصادقة” التي تستنزف مالية المجلس والجهد بلا أثر يؤثث خارطة طريق نحو التغيير وصناعة الرفاه الاجتماعي بالمدينة.

من داخل المجلس يقولون: إنها الفوضى التي تدبر رؤية عمل مجلس الجماعة، الفوضى الخلاقة التي تبقي السفينة مبحرة دون غرق الربان، فوضى حتى في أعمال اللجان الأولية قبل الدورات، والتي يتم تسريب مقترحاتها، مما يساهم في النيل من جودة خدمات وأداء المجلس باستمرار.

ويتساءل أحد أعضاء المجلس: هل مكناس المدينة العريقة في حاجة فقط إلى ملاعب القرب بالتوجيه الموضعي؟ هل نبحث أن نجعل من مكناس مدينة أسواق القرب؟ هل مكناس مدينة “البريكولاج” السياسي والتنموي؟ يقول والعهدة عليه: كل هذا وغيره لن يغني المدينة من سوء ترتيبها الوطني، ولن يزيد المدينة إلا نشاطا في تسطيح مستويات التنمية.

تغيرات جديدة في ملف مطالب التنمية بمكناس، والتي باتت تنكص إلى مستويات البساطة، وصناعة الإلهاء بمطالب إشعال مصباح عمومي وأخذ صورة معه، ومطالب ترميم حفرة (صورة قبل وبعد)، مطالب تبحث عن سياسة الأولويات والقرب، والتي تمارس من طرف مجلسنا الموقر بـ”التنقيط” الممل (هذا معي وهذا ضدي)، وجعل نماذج من المستشارين ينغمسون في لعبة الإرضاءات ودغدغة مشاعر الساكنة بالكلام المعسول، وذر الرماد في العيون (أنا معاكم، أنا موجود)؟!

ففي ظل غياب برنامج عمل الجماعة 2022-2027، تقول المدينة “لا” لأي برنامج عمل يسقط من العلو التنظيري المعياري، وليس بالتصاعدي التشاركي/التعاقدي 113/14، وها نحن نقترب من ثلثي السنة الأولى من عمر المجلس، ولا زلنا نمارس النقد الإيجابي، والتنبيه إلى عبثية باتت تُرَّسم في الأفق، وتُظهر غياب وحدة المدينة، تظهر حتى في توزيع ملاعب القرب بين الأحياء وجهات المدينة الكلية، هي الارتجالية حاضرة في غياب استراتيجية تعاقدية بين كل مكونات المجلس الداخلية “حول أولويات الأولويات بمكناس”، وهذه نقط ونقاط نظام متعددة ودخيلة على دورات مجلس جماعة مكناس، تستهلك الجهد والوقت، وتزيد من سوء التدبير السياسي للمدينة، وبالتالي، فهي نقاط قادمة نحو دورة ماي تُوزع مصالح المدينة والمال على نزع الملكيات، وصناعة الأرضية الصلبة الانتخابية بالتمايز.

لنعلن للجميع أن مكناس غير قابلة للتخندق في أحياء بعينها، وأننا نطمح لتكون مدينة عُمُودية متكاملة وقوية، ونحن لا زلنا نفكر بعقلية “القبيلة/ الحي/ مسقط الرأس”، فالتخطيط بمكناس يجب أن يَبقى وفيا حتما لوحدة المدينة وكفى من التشتت والتشتيت، كما يجب أن تكون سياسة مجلسنا الموقر عادلة على عموم جهات المدينة، ويجب أن يُنهي المجلس عشوائية نقاط الجلسات عبر الارتكاز على استراتيجية مؤسساتية مدققة ومعتمدة ومراقبة من طرف السلطات الترابية العليا.

تعليق واحد

  1. لك الله و جلالة الملك لنامل بزوغ فجر جديد لانقاذها من المعانات الطويلة و المستمرة و القاتلة على جميع المستويات البيئية و التعميرية و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و غدت مكناس الهيفاء سابقا عجوزا لا حياة فيها و لا سكون و لا نبضة حياة لمستقبل مشرف. للاسف. الامل في ملكنا الهمام محمد السادس نصره الله. مكناس تستغيث يا مولاي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى