جهات

الرباط | متى تصل التغطية الصحية والاجتماعية إلى تعاضديات الموظفين والمتقاعدين ؟

الرباط. الأسبوع

    للتعاضديات صندوق وطني للاحتياط الاجتماعي يتكلف بتمويل استردادات مصاريف العلاجات لمنخرطيها بنسبة محددة حسب لوائحها الداخلية، والتي لا “تغطي” كل هذه العلاجات، كما تساهم فقط في دعم بعضها، فأين هي من التغطية الصحية أولا والتكفل الاجتماعي ثانيا.. مادام الصندوق نفسه يوحي بوظيفته الاجتماعية؟

ونعود إلى التعاضديات المنخرطة في الصندوق الوطني للاحتياط الاجتماعي وأغلبها تسيرها هيئات نقابية أو حزبية منتخبة من جل المنخرطين، وبعضها يدبر شؤونها لا منتمون لأي تيار سياسي.. هذه التعاضديات تصفي الملفات وتحيلها على الصندوق: للأداء، أو الموافقة على عمليات طبية، وهذه الموافقة التي تستغرق عشرة أيام أو أكثر، ينبغي أن تقلص، فكما للمحاكم أطباء محلفون مقبولون منها، فينبغي اعتماد نفس الإجراء، وذلك بالتعاقد مع أطباء من القطاع الخاص لفحص – بالمجان – المعني، بتقديم ملف خاضع للمراقبة القبلية، وإذا كان المشروع الملكي قد فرض التغطية الصحية والاجتماعية لكافة أفراد الشعب، خصوصا منهم غير المؤمّنين والمنخرطين في مؤسسات تعاضدية، فيبقى واجب التعاضديات أن تحسن وتجوّد خدمات تعاضدها مع منخرطيها الذين يؤدون لها شهريا واجبا محترما يقتطع مباشرة من الأجور بقيمة مالية تستند على المبلغ الإجمالي لراتب الموظف أو معاش المتقاعد، فيمكن تحصيل 200 درهم كما يمكن اقتطاع 2000 درهم شهريا من رواتبهم ومعاشاتهم، وفي سنة واحدة يرتفع المبلغ إلى 2400 درهم و24000 درهم.. فهل الخدمات الصحية المقدمة تلبي حاجيات الموظف المريض؟ نعم، هناك مجهودات تبقى منعدمة في الشق الاجتماعي “العاري” من التغطية إذا ما قارناها بتلك المعتمدة في دول الجوار كإسبانيا وفرنسا والبرتغال… فهناك تكفل حقيقي بالمريض صحيا واجتماعيا حتى يسترد عافيته، ومواكبة طبية أثناء وبعد المرض من اختصاصيين نفسانيين، ومساعدة واجبة لتأطير المؤمّن في تنقلاته من منزله إلى مقر العلاج ورهن إشارته مساعدة اجتماعية لقضاء كل أغراضه ويزوره ممرض للقيام بما وصفه الطبيب من خدمات للمريض، ولا يترك لحاله إلا إذا شفي من مرضه.

وها نحن اليوم في بلد يشهد رقيا وتقدما في كل المجالات إلا في الأمور الصحية والاجتماعية والتعاضدية، وحتى الهيئات السياسية والنقابية الموكول إليها الدفاع عن الموظفين والمتقاعدين للتمتع بحقوقهم، هي التي تقود بأعضائها مختلف التعاضديات وصندوقها الوطني باستثناء بعضها في بعض الإدارات.

ومن المعذبين المقهورين، إخواننا المتقاعدون الذين لا مرافق يرافقهم في تنقلاتهم اعتبارا لشيخوختهم أو لإعاقتهم أو لعجزهم عن المشي والوقوف، وهم “يا حسرة” “مؤمّنون” من تعاضديات وصندوق وطني لتغطية صحية اجتماعية.

فإذا كانت التغطية الصحية والاجتماعية قد تعممت على كافة المواطنين كما أمر بذلك الملك، فإن المؤمّنين في التعاضدية لم يصلهم بعد صدى هذه المبادرة التي هي من واجباتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى