الدراسة بالعالم القروي بجهة الشمال بين إلزامية تأدية واجب النقل وإضراب الأساتذة المتعاقدين
الأسبوع. زهير البوحاطي
رغم العشرات من السيارات المخصصة لنقل التلاميذ، والتي منحتها السلطات للجماعات بالعالم القروي من أجل المساهمة في محاربة الهدر المدرسي، وتقريب المسافات بين التلاميذ ومدارسهم خصوصا في فصل الشتاء الذي يجد فيه هؤلاء التلاميذ صعوبة في الوصول إلى المدارس، حيث أنه في كل سنة تعمل العمالات بجهة الشمال على تسليم هذه السيارات لرؤساء الجماعات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. إلا أن ذلك لم يشفع للتلاميذ بأن يلتحقوا بمؤسساتهم التعليمية بشكل منتظم، ويحصلوا على التعليم في المستوى المطلوب، نتيجة التلاعب في مجال النقل المدرسي، حيث يتم تشديد الخناق على أولياء التلاميذ من أجل تأدية واجب النقل داخل أجل محدد، أي بداية كل شهر، مما يزيد من معاناة التلاميذ الذين لا يجد أوليائهم ما يسددون به واجب النقل، وقد بات هذا المشكل سببا مباشرا في ظاهرة الهدر المدرسي بالوسط القروي بعد انقطاع التلاميذ عن الدراسة، مما أصبح يقض مضجع الأسر، ويساهم في انتشار سماسرة في هذا المجال، رغم معاناة الأسر الفقيرة والمهمشة من قلة ذات اليد.
فرغم ما تنفقه الدولة من أجل اقتناء سيارات النقل المدرسي وتوزيعها بالمجان على المدارس في البرنامج الوطني لمحاربة الهدر المدرسي الذي اعتمدته الدولة وخصصت له اعتمادات من ميزانيتها السنوية لتلميع صورة التعليم بالعالم القروي، إلا أن هذا التصرف زيادة على إضراب الأساتذة المتعاقدين عن العمل، ضرب كل شعارات وزارة التعليم بعرض الحائط، بسبب تزايد الهدر المدرسي وعزوف أولياء الأمور عن إرسال أطفالهم للمدارس، مما يحول دون بلوغ الحاجيات المتزايدة للنظام التربوي بالعالم القروي الذي يعاني في ظل غياب الجهات المعنية التي يجب عليها تتبع هذا الوضع عن كثب ومحاسبة كل من يريد الاغتناء على ظهر الفقراء.