جهات

الرباط | رئيسة المجلس تتزعم “ثورة” التصحيح مع “نية” الإصلاح

الرباط. الأسبوع

    شجاعة رئيسة مجلس الجماعة جعلتها تؤكد ما كنا ننبه إليه من كوارث معششة في دهاليز الإدارة الجماعية، ويكفي وصفها بـ”الوضع الكارثي” للحالة التي كان عليها التسيير.

لقد مضت 10 سنوات ونحن نحذر من عواقب كتلة الأجور والتعويضات والامتيازات المخصصة للموظفين الذين كان عددهم قبل 5 سنوات حوالي 5000 موظف يمتصون حوالي 40 مليارا، ثم هبطت الأرقام إلى 4500 موظف و38 مليارا.. فلم نتوقف عن الاحتجاج، فنزلت مرة أخرى – حسب تصريح الرئيسة –  إلى 3400 موظف بـ 34 مليارا في الوقت الحالي، وتصوروا، منذ 30 سنة والجماعة غارقة في الديون من الصندوق الانسيابي إلى الصندوق الجماعي حاليا، ومع ذلك البذخ في النفقات والنفخ في التعويضات والتمتع بالسيارات التي كانت ضريبتها لوحدها تكلف 25 مليونا، وبعدما فضحنا عددها بعملية حسابية: 25 مليونا مقسومة على عدد خيول جبائية لكل سيارة بنزين من قوة 8، وتكلف أقل من 500 درهم، أعطتنا العدد الحقيقي: 500 سيارة يمكن أن تكون فيها شاحنات لا تتجاوز 5 لإصلاح الإنارة، بينما عربات جمع الأزبال وتوزيع اللحوم والأسماك وتنظيف “الواد الحار”، فهي في ذمة الشركات.. وطبعا، بعد افتضاح هذه الأرقام تم تقليص وجيبات الضريبة على السيارات إلى 20 مليونا..

ويبقى الإشكال مطروحا: من يستفيد من هذه السيارات المرقمة بحرف “ج” علما أن المقاطعات وللتمويه، فضلت استعمال السيارات المدنية بترقيم مدني حتى لا تثير الانتباه.. وكل هذا الهدر المالي والجماعة تؤدي اليوم أقساط القروض المتراكمة عليها دون الحديث عن نفقات البنزين وقطع الغيار وأتعاب “كاراجات” الميكانيك، وتعويض عن الأوساخ و”الأشغال الشاقة” وكان مبلغه ملياران، وبعد تنديدنا، نزل إلى النصف، أما ما يصرف على الشؤون الاجتماعية في حساب “10-10-10-20″، فجمعية الأعمال الاجتماعية للموظفين هي الأولى بمنحة 100 مليون، وتضع الرئيسة الرباطية أمام الحقيقة وإن كانت مُرّة، لتصارحهم بأن الموظفين يحتاجون إلى التكوين الإداري والمالي والاجتماعي، وهنا نحيطها علما بأن 40 مليونا كانت مرصودة كل سنة للتكوين المستمر لموظفي الجماعة تحت حساب “12-10-70-70-20-454″، وكالعادة، وبعد نشرنا منذ عامين لهذا الحساب مستنكرين توظيف مستخدمين غير مكونين، تم تغيير المبلغ إلى 20 مليونا، ليتضح اليوم، وبالملموس، أنه لم يكن أي تكوين.. فمن كان “يسرق” العشرين مليونا مع العلم أننا تصدينا إلى بدعة نفقة 40 مليونا بذريعة تكوين المنتخبين وطالبنا بإعادتهم إلى أحزابهم لتكوينهم، فألغيت تلك النفقة؟

إذا كان كل ما سبق نوعا من “الفساد الناعم” المحمي بتصويت المجالس، فإن مكونات هذه المجالس هي التي تسير العاصمة اليوم، لهذا اعتبرنا انتفاضة رئيسة مجلس الجماعة ثورة شجاعة للقطع مع الفساد ومع سرقة الرباطيين الذين يدعمون ويساندون ويشجعون ويتبنون مواقف الرئيسة، بل ويعلنون عن افتخارهم بها شريطة أن تنتقل من الشفهي إلى العملي ومن الأقوال إلى الأفعال ومن النوايا إلى التطبيق الصارم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى