زيارة ملك إسبانيا للمغرب تربك حسابات خصوم المغرب

تندوف. الأسبوع
يسود قلق شديد لدى الأوساط السياسية وقيادات جبهة البوليساريو من التقارب الحاصل في العلاقات بين الرباط ومدرِيد، وهو ما جسدته الزيارة الأخيرة للعاهل الإسباني للمغرب كأول دولة في إفريقيا والعالم العربي، وحتى إن كانت المملكة الإيبيرية لم تصدر من المواقف سوى ما يؤيد المساعي الأممية لبلوغ حل تفاوضي مقبول من الطرفين، تخشى جبهة عبد العزيز، أن يكون المغرب آخذا في سحب البساط “الإسباني” من تحت أقدامها.
مخاوف البوليساريو تغذت، كما بدا من أذرعها الإعلامية، مع إجراء العاهل الإسباني الجديد، فيليب السادس، زيارة رسمية إلى المغرب رفقةَ عقيلته، في 14 و15 من شهر يوليوز الجاري، بعد عام من زيارة مماثلة كان والده خوان كارلوس، قد زار فيها المملكة، حيث تزعم منابر إعلامية تابعة للبوليساريو، أن المغرب يحاول اللعب على وتر الإرهاب ليخيف إسبانيا ويكسبها إلى صفه(..).
ويرى مراقبون أن مقابل الحماس الذي تبديه أطياف المجتمع المدني في إسبانيا لاحتضان البوليساريو، والذود عنها في محافل دولية كما يفعل السينمائي الإسباني، “خافيير بارديم” رفقة صديقته الأمريكية “كيري كينيدي”، رئيسة مركز روبرت كينيدي لحقوق الإنسان، يتجه الموقف الرسمي في إسبانيا نحو التنصل من الجبهة، وإبداء موقف متوازن، يقوم على دعم عمل مبعوث بان كي مون إلى الصحراء، دونما اقتناع بوجود مسوغٍ لإقرار آلية دولية تسهر على احترام حقوق الإنسان في الصحراء.
وسواء تعلق الأمر بالاقتصاد، وتحول إسبانيا إلى أول زبون للسوق المغربية، أو بهاجس الإرهاب الذي يدفع بالتنسيق الأمني بين البلدين، الذي نجح لأكثر من مرة في تفكيك خلايا إرهابية في طور التحضير لهجوم أْو آخذة في تجنيد مقاتلين إلى سوريا والعراق، فإن المغرب مقتنع بعلاقته الجيدة مع الجارة إسبانيا على الرغم من تواجد قيادات من البوليساريو على أراضيها تغازل الشعب الإسباني لإبداء تعاطف أكثر مع البوليساريو الذي فقد الكثير من النقط.