هل هي ابتزازات ومساومات أم حملات انتخابية؟

في سنة 2008 صدر “كتاب” يحكي عن المعركة الحامية بين برلمانيين عضويين في الجماعة كان هدفهما رئاسة مجلس العاصمة، ومن وراء هذه الرئاسة مخططات فقامت مدينة على أراضي عكراش، ومضاربات عقارية صرفة، ولم يفز أي منهما بالرئاسة وضيع كليهما المقعد البرلماني وتخلصت الرباط من ضغوطاتهما وسقط مشروع عكراش في النسيان.
ونحن على أبواب انتخابات 2015، انطلقت بعض الأصوات وهذا من حقها منددة بفضيحة أرض شارع شالة وبصفقة التخلي عن مرافق لصالح البلدية، وبأن “الخفي” ستفضحه في دورة المجلس، إنما أين كانت هذه “الأصوات” منذ 5 سنوات ونصف السنة؟ فبالفعل هناك فضيحة مدوية شابت تلك الأرض التي كانت ستكون مستشفى من إنجاز عاصمة عربية، ويوجد في أرشيفات البلدية بروتوكول اتفاق لإحداث صندوق مشترك بين العاصمتين لإنشاء مشاريع اجتماعية وحدد رأسماله في مليوني دولار، وكانت تلك الأرض مرشحة لاحتواء أول مشروع، ومع تغيير المجالس تغيرت المشاريع وفوتت الأرض لشركة من طنجة صاحبها مقرب من زعيم سياسي وشيد عليها مرافق تجارية وسياحية، عكس ما كان متفق عليه عند التفويت بأن تستفيد المدينة من قاعات للاجتماعات وليس قصر المؤتمرات كما ذكر، وعند انتهاء بناء المشروع استدعى مسؤول كبير أحد المنتخبين وسأله عن الخروقات التي ارتكبت في البناية وعن “انحراف” التصميم إلى حذف قاعات الاجتماعات واستبدالها بـ”سوبير مارشي” وعن إضافة طابق، ثم عن الفيلا التي اشتراها ذلك المنتخب في حي راق.
وطوي الملف لنتفاجأ بمن يلوح بفضح المسكوت عنه ولو أنه لا يملك كل الحقائق والوقائع، فهل هي مجرد تهديدات للحصول على امتيازات؟ أم حملة انتخابية لإبعاد المتورطين من المنافسة الانتخابية؟ أم هي غيرة على ممتلكات العاصمة؟ فإذا كانت غيرة فيجب برمجة ‘الفضيحة” في جدول أعمال دورة استثنائية لفضح الفضائح التي قد تمس أغلبية “الممثلين” لما لهم من أرصدة في هذا المجال.