المضيق | فضيحة.. إلقاء طلبات العمل في سلة القمامة
الأسبوع. زهير البوحاطي
استبشر العشرات إن لم نقل المئات من المواطنين بجهة الشمال، خيرا بافتتاح المنطقة الاقتصادية بمدينة الفنيدق بعدما علقوا عليها كل أملهم من أجل تعويضهم عن المعبر الحدودي “باب سبتة” الذي أغلق لأجل غير معلوم، وبعد الاحتجاجات التي عرفتها المدينة خلال السنة الماضية، سارعت الدولة لإحداث هذه المنطقة من أجل امتصاص غضب الساكنة، وخصوصا الأسر التي فقدت مصادر الدخل وظلت عاجزة أمام ظروف العيش الصعبة لغياب البديل الاقتصادي بالمنطقة، حيث كانت الغاية منها هي تشغيل أبناء المنطقة المتضررين من الأزمة، ويندرج المشروع ضمن البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة تطوان وعمالة المضيق ـ الفنيدق، بغلاف مالي يفوق 200 مليون درهم، وأشرفت على افتتاحها بداية شهر فبراير المنصرم، عدة شخصيات من السلطة والمنتخبين، واستقبلت المنطقة المجموعة الأولى من الشركات المستثمرة المكونة من 53 شركة.. هذه المبادرة دفعت العديد من الشباب ونساء المنطقة إلى تقديم طلبات الشغل لإحدى المكاتب المكلفة بالشغل بمدينة المضيق، إلا أن هذا المكتب المعروف بإنعاش الشغل والكفاءات، قام بإلقاء هذه الطلبات التي تحتوي على وثائق رسمية ومعلومات خاصة بالمواطنين، في حاويات القمامة كما هو ظاهر في الصورة التي يجتمع حولها أصحابها الذين عثروا على طلباتهم مرمية بالشوارع، وعبروا عن غضبهم على الطريقة التي عوملوا بها وهم معلقين كل أملهم على هذا المشروع الذي لطالما انتظروه بفارغ الصبر.
هذا التصرف يعتبر غير مسؤول وغير مبرر من طرف الجهة التي تكلفت بتسجيل طلبات العمل للمواطنين من أجل إدماجهم في المنطقة الخاصة بالأنشطة الاقتصادية والتي تحركت الحكومة بكل مكوناتها وسارعت الزمن من أجل إنجازها وفتحها لتستفيد منها ساكنة العمالتين الإقليميتين تطوان والمضيق ـ الفنيدق، كما أن هذا التصرف يكذب ادعاءات الحكومة توفير ما يفوق 1000 منصب شغل قار ومباشر.
فهل تتدخل الجهات المعنية والمسؤولة عن هذا المشروع من أجل فتح تحقيق في الموضوع واحتواء غضب المواطنين الذين يعانون من الفقر والبطالة ليتم في الأخير تهميشهم وإقصاءهم بهذه الطريقة ؟