هل ازدهار السياحة رهين بترك الأخلاق جانبا؟

يلاحظ أن المغرب عرف في هذه الأيام الأخيرة تظاهرات ثقافية من جميع الأصناف وهي على مدار السنة، إلا أن لمعانها يبدأ في فصل الربيع.. وهناك تضاربات فيمن يباركها، وفيمن يتأفف منها، لأنها قد تمت بالثقافة العامة للمغاربة المبنية على التحفظ في كل ما هو آت من الغرب.
ولعل في نظرنا أهم تظاهرة التي قد يقع عليها شبه إجماع هي تظاهرة الموسيقى الروحية التي تعرفها مدينة فاس كل سنة، لأنها تتسم باحترام الحد الأدنى من ذوق المغاربة بصفة عامة، في حين أن تظاهرة القفطان المغربي التي جرت أطوارها في مدينة مراكش الحمراء عرفت بعض المؤاخذات لاسيما أنها تهتم بالطبقة البورجوازية، بل إن الطبقة المتوسطة من المجتمع تعتبر أن الأمر لا يعنيها.. لأنها تفوق مستواها المادي، إلا أنه مع ذلك فمثل هذه التظاهرة تحرك فعلا عدة قطاعات خصوصا منها المرتبطة بالسياحة سواء بمغاربة الداخل أو بالأجانب الذين يتوافدون على مراكش من أجل التمتع بهذه التظاهرة، ربما تشجع السواح الأجانب لمعاودة زيارة المغرب للاطلاع على مفاتنه في جوانب أخرى وفي جهات متعددة.. أما بخصوص تظاهرة “تيميتار” بأكادير أو “كناوة” بالصويرة أو موازين التي أقيمت أخيرا بمدينة الرباط العاصمة، كلها وإن كانت لا تخلو من إبداعات فنية إلا أنه يلاحظ أثناء قيامها ببعض التجاوزات التي تمس بالأخلاق العامة، كما هو الشأن في السهرة التي شارك فيها فنان مثلي من دولة لاتينية والتي أبانت مدى تجاوب المثليين المغاربة مع آهاته برفع أعلام تنم عن ميولاتهم الجنسية غير الطبيعية بكل وقاحة في دولة يقال إنها إسلامية.. فإن كان تشجيع السياحة على هذا النحو، فإنه يظل موضوع مناقشة إذ لابد من التحفيز بكل ما من شأنه أن يدر على خزينة الدولة العملة الصعبة، ولكن مع احترام الحد الأدنى من شعور كافة المغاربة باختلاف مشاربهم القبلية.
ومن المعلوم أن السياحة بصفة عامة لا يمكن أن تزدهر باتباع سياسة التحفظ على جميع المهرجانات.. بل هي في حد ذاتها تعتبر ظاهرة صحية تبرز بأن المغرب بدأ يصطف في طابور الدول المتقدمة.. ولكن بالأساس يستوجب الأمر ألا نترك سياسة السياحة تنبني على كل ما هو مخالف للأخلاق ولما يعارض تعاليم ديننا الحنيف..
ولكن ضرورة الحفاظ على كل ما ينعش الاقتصاد الوطني أمر لا مفر منه ولا مناقشة فيه، ولكن لا بد أن يتم بلطف، وهناك خطوطا حمراء يجب عدم تجاوزها، ولكل مقام مقال.. فنحن الآن في أجواء رمضانية لابد من ضرورة الحد من كل المظاهر التي تخدش الطقوس الدينية لهذا الشهر المبارك.
عبد الرحمن المريني (القنيطرة)