الرباط | الخطافة والعشوائية والفوضى في مدينة الأنوار

و العاصمة تتهيأ للانخراط في نادي مدن الأنوار العالمية تتساءل: هل ستجر معها تلك الأساطيل من “خردات” الآليات المتحركة التي يطلق عليها: تاكسيات، والتي يؤطرها ويضبطها قسم مختص، لا ندري هل لتزكية الفوضى والتدبير العشوائي؟ أم لتفريخ الخطافة وتحويل فضاءات السكان إلى محطات للضجيج وكل أنواع “التسكع” الزنقوي؟ وفي عاصمة المملكة “يا حسرة” لا توجد محطة واحدة بمواصفات لائقة بالبشر، فكل ما هناك ساحات تحت أشعة الشمس المحرقة أو الأمطار الغزيرة تصطف فيها طوابير من المواطنين وتتساوى فيها المرأة الحامل بالمرأة المريضة والعجوز وذات الإعاقات المزمنة وجنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، فهل يعقل شحن 7 أشخاص في تاكسي وكأن الراكبين ليسوا بشرا في سيارة لا تتسع إلا لخمسة أفراد؟ هذا في النوع “الأبيض”، أما في النوع “الأزرق” والتي يكتوي المواطنون بمعاملات بعض السائقين، ويتعذبون من خدمات لا إنسانية وتجهيزات دون المستوى إن لم تكن منعدمة، وفرض ركوب زبناء على زنباء دون إذنهم، ورفض التوجه إلى مكان معين حسب مزاج السائق، أو عدم التوقف أو نسيان تشغيل العداد.
فتاكسياتنا تشبه طوبيساتنا وبينهما الخطافة الذين يحشرون الركاب في عربات من نوع “سطافيط” وكأنهم متوجهون بهم إلى “البنيقة”، فإلى متى وخدمات التاكسيات في تدهور حتى يتخيل لنا بأن القسم المكلف هو لردم نقل هذه التاكسيات ومنحها الحصانة والحضانة للمزيد من الفوضى التي تسود اليوم هذا القطاع الحيوي والاجتماعي والاقتصادي حتى صار محنة حقيقية يمر منها الركاب إجباريا كل يوم، فإذا كان القسم عاجزا عن التنظيم فلماذا لا يحرر القطاع ويسلم للتدبير المفوض؟
ونعتذر لاستعمال لفظة: “من العار” أن تصنف مدينة الرباط عاصمة للأنوار وفيها تاكسيات الظلام، وتاكسيات في عربات من موديلات الثمانينيات من القرن الماضي، وتاكسيات بكل ما تمثله من عشوائية وفوضى.
فهل يتحزم لها قسم النقل أم يترك ذلك لغيره؟