الأسبوع. زهير البوحاطي
صارت أراضي الجموع بجهة الشمال تدق نقوس الخطر هذه الأيام، بسبب ظهور مافيا منظمة تستغل ضعف بعض القرويين من أجل الاستيلاء على أراضيهم التي ترعرعوا فيها ويأكلون من ترابها بزراعتهم للمنتجات الفلاحية، ورغم أنهم يعتبرون من ذوي الحقوق بسبب اكتسابهم واهتمامهم بهذه الأراضي، إلا أن ذلك لم يشفع لهم أمام الأموال التي توزعها هذه المافيا من أجل سرقة هذه الأراضي لأغراض عقارية وأخرى زراعية.
ورغم احتجاج العشرات من المواطنين الذين نهبت منهم هذه الأراضي بشهادة نائب الأراضي السلالية، إلا أن ذلك لم يجد نفعا أمام غطرسة وجبروت هؤلاء النافذين الذين يسلكون جميع الطرق لتشريد العشرات من الأسر عبر نهب الأراضي التي كان أجدادهم وآبائهم يستغلونها في المجال الفلاحي، والتي أصبحت الآن قبلة مفضلة لسماسرة العقار الذين يستغلون غياب الجهات المعنية من أجل نهبها أمام مرأى ومسمع الجميع.
وسبق لوزارة الداخلية أن أرسلت مذكرة للولاة وعمال الأقاليم، من أجل التدخل والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه نهب هذه الأراضي، لكن هذه العصابات تسلك جميع الطرق من توزيع الأموال وتهديد مستغلي هذه الأراضي للحصول عليها، وهذا ما دفع بعضهم إلى الاحتجاج من أجل إيصال أصواتهم للجهات المعنية.
وليس بعيد عن الأراضي السلالية، امتدت يد هؤلاء إلى أراضي المواطنين البسطاء، والنموذج ما وقع لأسرة بالجماعة الترابية “فيفي” التابعة لعمالة إقليم شفشاون، فرغم توفرهم على ملكية الأرض وشهادة التحفيظ للقطعة الأرضية المسماة أسملال بجبل أهندار التابعة لمحارث مزارع الحرائق ودوار تمكوت والعزابة، إلا أن شخصا يتمتع بالنفوذ قام بالاستيلاء على أرضهم دون موجب حق، ورغم احتجاجات العشرات من سكان المنطقة على نهب أملاك الدولة، إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا في الجهات المعنية.