جهات

حديث العاصمة | من المسؤول عن حماية الرباطيين من الكوارث ؟

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    نؤكد بأن كل حاجيات الرباطيين مرهونة عند مجلس الجماعة، ولا تقتصر على الخدمات الإدارية التي ما هي سوى تدبير روتيني يقوم به الموظفون، ولكن على تحقيق الطمأنينة للمرتفقين بأن مسؤولي جماعتهم لخدمتهم أولا، والدفاع عن حقوقهم وطلباتهم ورغباتهم ثانيا، والنيابة عنهم وأنها هي المتحدثة باسمهم لدى القطاعين العام والخاص، لكن – مع الأسف – لم يدر في خلد المشرع ابتكار جهاز “وسيط” بين الجماعة ومواطنيها، لافتقاد روح المسؤولية عند بعض النواب على الوثائق فقط، والمدمنين على البيروقراطية الإدارية والالتصاق بالكراسي(..).

لذلك، يؤسفنا أنه لم يبزغ بعد فجر “الجماعة المواطنة”، ولم يتواضع السعداء بمكاتبها الفخمة، للنزول عند الرباطيين في الأحياء والأسواق والمراكز الصحية، للوقوف على حسن أو سوء تصرف العاملين مع المواطنين.

فإذا غاب هذا المعطى عن واقع الممارسة النيابية، فإن هناك ما هو أخطر من مجرد الاطلاع في عين المكان على أحوال الناس من طرف نوابهم، إذ هناك مصائب الكوارث التي تنزل كالصاعقة وبدون سابق إنذار، مثل الوباء الفتاك الذي حل بنا وعمر سنتين، وتتقاذفه وزارة الصحة مع اللجنة العلمية كمنظرين وموجهين وناصحين مركزيين، بينما لا أثر للتأطير المحلي الذي نهجته معظم بلديات عواصم أوروبا إلا جماعة عاصمتنا، فقد التزمت “الحياد” تجاه مواطنيها في ظل انتشار “كورونا”، ووفرت الوقاية من الفيروس لمكاتبها المكلفة بالصحة وباتخاذ التدابير اللازمة للحماية من جائحة لا زالت تصول وتجول وتفتك بضحاياها، وتفرض حضورها الكارثي بكل المقاييس على حياتنا، فتناسلت الكوارث من الكارثة الصحية لتعم كل مناحي حياة الرباطيين.. وجماعتنا المشهورة بتقديم المساعدات في سبيل الله لـ”المحتاجين” وغلافها المالي يناهز 3 ملايير تقبلها الله منها وجعلها في سجلات المجلس الأعلى للحسابات، لم تتفاعل مع المتضررين ولم تكترث للمفلسين ولم تهتم بالمصابين ولو بزيارة تفقدية.

إننا اليوم في عهدة حزب وعدنا بأننا “نستاهل أحسن”، فعليه وهو يقود الجماعة، اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الرباطيين من الكوارث كما ينص على ذلك القانون الجماعي، وإضافة مادة في الميزانية تضمن مواجهة الكوارث الطبيعية ومساعدة المتضررين، أو إبرام عقد تأمين كل الكوارث مع مؤمنين على نفقة الجماعة.

لقد تعبنا حتى سئمنا من وثائق مالية سنوية جماعية تؤمن أتعابا واشتراكات ومنح وعطاءات… وتنسى الكوارث.      

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى