حتى لا تكون المساجد مهجورة بعد رمضان

المساجد هي محطات للتزود بالتقوى والأعمال الصالحة من ذكر ودعاء وصلاة وقراءة للقرآن الكريم وعلاقة المؤمن بالمسجد هي علاقة متينة ومتواصلة طيلة اليوم وفي أوقات مختلفة، ابتداء من صلاة الفجر إلى صلاة العشاء، وقد مدح الله عمار المساجد في قوله تعالى: “في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة…”.
وتعرف المساجد في رمضان إقبالا كبيرا وتزدحم بالمصلين في كل أوقات الصلاة لأن القلوب في هذا الشهر تكون مفتوحة لتلقي الرحمات والنفحات الإيمانية، حيث يكون الأجر والثواب مضاعفا فحتى الذين كانوا في غير رمضان بعيدين عن الصلاة أو كانوا لا يؤدونها في المساجد يتسابقون إلى أداء الصلاة في المساجد لكن منهم من ينقصه الفقه وعدم معرفة بعض أحكام الصلاة، أو بعض الآداب التي تتعلق بالمسجد وقد يتسبب البعض منهم في خلق نوع من الفوضى داخل المساجد.
وإذا كان رمضان هو فرصة ومناسبة تعرف فيها المساجد حركة دءوبة في إلقاء الدروس والمواعظ من طرف العلماء والفقهاء، فإنه يجب استغلال هذه الفرصة للتحدث عن الأمور التي تعرف المسلمين بدينهم الصحيح ابتداء من العقائد والعبادات وانتهاء بالأخلاق والمعاملات إذ لا يكفي التركيز في أغلب الخطب والدروس على فضائل الصيام في شهر رمضان كما يفعل بعض الوعاظ ناسين أن الكثير من المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى معرفة الكثير عن أمور دينهم والبعض منهم يدخل المسجد لأول مرة، وهي فرصة للدعاة والوعاظ إلى أن يقوموا بتصحيح المفاهيم المغلوطة وإرشاد المصلين إلى الطريق المستقيم حتى يستفيد كل من يدخل المساجد في هذا الشهر الكريم.
فداخل المساجد نجد الجدال واللغو والخصومات، أم موسيقى الهواتف النقالة فإنها لا تتوقف، بل إن البعض يجيب على المكالمات داخل المسجد وكأنه في الشارع أو في أحد المقاهي.
إن مما يدعو إلى الأسف أن المساجد بعد رمضان تصبح شبه فارغة إذ يعود كل واحد إلى عاداته في انتظار أن يأتي رمضان آخر.
جد بوشتى (الرباط)