في البلدية أكبر قسم يتربع على هكتارات من الأرض الثمينة داخل أسوار المدينة العتيقة، هو المكتب الصحي البلدي، وكما يستفيد من الأرض والعقار والعتاد والموارد البشرية، فهو يحظى في الميزانية بفصل كامل هو الفصل 20 تحت عنوان: “العلاقات الأساسية والمحافظة على الصحة”، ورهن إشارته 150 مليونا لشراء مبيدات للطفيليات والحشرات، و120 مليونا لشراء مواد إبادة الفئران، و100 مليون للتلقيح، و100 مليون أخرى لعتاد التلقيح والمكاتب الصحية، و120 مليونا لمواد صحية وصيدلية، و22 مليونا للوقاية الصحية، فأما أجور المستخدمين ونفقات التسيير من سيارات وتليفونات وماء وكهرباء، فهي على عاتق مصاريف الجماعة.
ومنذ إحداث البلدية سنة 160، وهذا المكتب في حرب مع الفئران و”الطوبات” و”سراق الزيت”، وفي كل معارك هذه الحرب انهزم المكتب الصحي أمام “قوات” الفئران التي كلفت منذ ذلك التاريخ إلى يومنا حوالي 6 ملايير، ومع ذلك لم يكسب هذا المكتب الحرب. إن المكتب الصحي البلدي ليست مهمته هي الإنفاق على “الطوبات” و”تربيتها” والسهر على “توالدها وتكاثرها” بدون شك لتبرير المصاريف، ولكن مهمته الحقيقية وهو الذي له فروع في كل المقاطعات، مراقبة ما يجري من كوارث في بعض المقاهي، والمطاعم، والأسواق، ومحلات المواد الغذائية، والجزارة، والمحلبات، والمدارس، والحافلات، والتاكسيات.
إن مدينة الرباط التي ارتقت إلى مدينة الأنوار تفرض تجنيد مصالح هذا المكتب للوقاية من عدة أمراض تتسرب من مواد غذائية غير مراقبة، أو من أماكن عمومية، أو من منتوجات مغشوشة من زيوت، وعسل، وزبدة، وغيرها.
فالمكتب البلدي الصحي لمدينة الأنوار، إما أن يكون في المستوى الراقي المطلوب وإما يقفل أبوابه ويعفي السكان من النفقات التي يبذرها كل سنة على الطوبات، والفئران، وسراق الزيت.