بخلاف الكثير من الدول العربية التي لا تستقر الأوضاع فيها على حال، وكذا العديد من الدول الإفريقية التي لا تهدأ القلاقل فيها حتى تعود من جديد وبشكل عنيف، فإن المغرب بفضل حنكة صاحب الجلالة محمد السادس وصبر الشعب المغربي وعيه والتفافه حول ملكه يتمتع بنوع من الأمن والاستقرار يمكنان الملك والحكومة من العمل المتواصل الجاد والنهوض بكل القطاعات التي تعود بالنفع والخير العميم على المغرب والمغاربة.
وإذا كان المغفور له الحسن الثاني قد أعطى الأولوية خلال فترة حكمه لبناء السدود وإنشاء الصروح الدينية وتحرير صحراء المغرب الجنوبية، فإن الملك محمد السادس لا يهدأ أو يرتاح له بال إلا بالتجوال في ربوع المملكة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها من أجل تدشين المشاريع العمرانية، اجتماعية كانت أو سياحية أو إنسانية، وإعطاء الانطلاقات لأوراش البناء وتشييد المرافق المختلفة من مدارس، وكليات، ومستشفيات، ودور الشباب، وإصلاح وتوسيع الموانئ البحرية والطرق السيارة، وإعطاء أوامره السامية بتوفير الخدمات الاجتماعية لكافة المواطنين سكان الجبال والمداشر والقرى النائية.
والجدير بالملاحظة والملفت للانتباه أن جيران المغرب يتمنون أنه لو حل بعض الاستقرار ببلادهم، ولذلك تراهم يغبطون المغرب على نعمة الاستقرار ويحاولون التشويش عليه ووقف تقدمه والتقليل من أهمية مشاريعه، بالإضافة إلى كون الجيران ينظرون بعدم الارتياح إلى تحركات جلالة الملك وتدخله الإنساني لإصلاح ذات البين بين إثنيات بعض مجتمعات الدول الإفريقية وحل الخلافات الطارئة التي تحدث من حين لآخر بين طوائف تلك الدول، مما زاده احتراما لدى مسؤولي وشعوب الكثير من دول إفريقيا جنوب الصحراء والساحل، والاستقبال الشعبي الحار الذي لقيه جلالته في مالي، والكوت ديفوار، والكابون خير دليل على ما يتمتع به المغرب وملكه لدى دول القارة الإفريقية بأسرها رغم تآمر وكيد أعداء وحدته الترابية.