مشاركة إسبانية في ترميم المنازل العتيقة بتطوان
الأسبوع. زهير البوحاطي
رغم انهيار عدة منازل وسقوطها فوق رؤوس أصحابها داخل المدينة العتيقة لتطوان، وأودت بحياة بعض المواطنين، والبعض الآخر منها لازالت تشكل خطرا على حياة التطوانيين والزائرين والمارة كذلك، والتي كان من المفروض على الجهات المعنية، وعلى رأسها الجماعة الترابية، التدخل العاجل من أجل إصلاح المنازل الآيلة للسقوط وترميم أسوارها، ورغم ما يمنح لهذه المدينة وغيرها من الدعم المادي، سواء من خارج المغرب من طرف مؤسسات تهتم بالتراث العالمي وكذلك حكومة الأندلس، أو من داخل المغرب عن طريق العناية الملكية التي يوليها الملك لهذه المدن العتيقة، وكذلك المؤسسات العمومية والوزارة المعنية بهذا المجال، حيث أن العشرات من هذه الهيئات تدعم المنازل الأثرية وتعمل على إعادة ترميمها وإصلاحها وتثمينها، وقد كانت الكلفة المالية لهذا المشروع أعلى ميزانية، لكونه تراثا إنسانيا عالميا، ومن جهة أخرى، مشروعا سياحيا يحظى باهتمام العديد من سياح العالم والزوار المغاربة.
ورغم ذلك، فإن المدينة العتيقة بتطوان تعاني من الإهمال واللامبالاة، وتحولت جنبات أسوارها إلى مطرح لرمي النفايات، كما خربت بعض العلامات الإرشادية التي وضعت عليها أسماء بعض مداخل ومخارج المدينة.
وهذه الترميمات والإصلاحات العشوائية التي لا تخضع للمراقبة والمتابعة من طرف الجهات المعنية، والتي اقتصرت على الواجهة وأهمل داخل المنازل التي هي أساس هذه المدينة، جعل بعض الهيئات الأجنبية تتدخل وتقوم بإصلاح وترميم بعض المنازل بتقنية جد عالية ومتطورة، ويتعلق الأمر بفرق من رجال الإطفاء من أليكانتي بإسبانيا، وفريق أساتذة الهندسة المعمارية من ثلاث جامعات إسبانية وتلاميذهم، وبداية من إعادة إصلاح وترميم هيكل “دار بن مرزوق” بالمدينة العتيقة، هذا في ظل غياب الجماعة الترابية ومؤسساتها، وكذلك الهيئات التي تتغنى وتتغذى على حساب المدينة العتيقة ومعاناة ساكنتها.