الأسبوع. زهير البوحاطي
بعدما أغلقت الطرق في وجوههم بسبب التساقطات المطرية الأخيرة، لم يجد العديد من المواطنين القاطنين بالجماعات القروية بجهة الشمال، سوى الاعتماد على أنفسهم والتشمير على سواعدهم من أجل فك العزلة عن دواويرهم، للوصول إلى مصالحهم، وحل معضلة الطرق وتقويتها وتعزيز البنيات التحتية.
وهنا يطرح العديد من المواطنين سؤالا طالما ظلت الإجابة عنه غائبة، ويتمحور حول دور المنتخبين والجماعات ومعداتها في فك العزلة عن المداشر التي هي في أمس الحاجة للتدخل العاجل، خصوصا في فصل الشتاء، علما أن هذا الأمر يدخل في نطاق مجالها واختصاصها، لكن العديد من الجماعات القروية تفضل صرف ميزانيتها على اقتناء السيارات للمجلس وإنفاق الباقي على مشاريع وهمية ودعم أنشطة افتراضية لا تستفيد منها ساكنة الجماعة ولا تمت إلى التنمية بصلة، مما جعل معظم الجماعات القروية بجهة الشمال تعيش على وقع التهميش والإقصاء واللامبالاة بسبب بعدها عن المجال الحضري وعدم قيام السلطات المعنية بزيارات لهذه الجماعات والوقوف على معاناة ساكنتها مع العزلة وانغلاق الطرقات، خصوصا هذه الأيام الممطرة.
والنموذج على غياب الجماعات ودورها في فك العزلة أو المساهمة فيها، قامت ساكنة دوار “خندق زيارة” بجماعة ابريكشة التابعة لإقليم وزان، مقام الجماعة في إصلاح الطريق الرابطة بين الدوار المذكور وباقي الجماعات، مستعملين معدات يدوية والحجارة المستخرجة من المنطقة كما هو ظاهر في الصورة، حيث تفاعل العديد من مواطني المنطقة مع هذه المبادرة التي قامت بها الساكنة في غياب الجماعة عن مثل هذه الأعمال.
في نفس الإطار، قامت ساكنة “عين حمراء حومة الخرب” التابعة للجماعة الترابية ملوسة عمالة إقليم الفحص أنجرة، بنفس المبادرة، وعملت على فتح الطرق وإصلاحها دون الاعتماد على الجماعة، حيث صارت مثل هذه المبادرات من طرف الساكنة تتوسع بالمنطقة بشكل ملحوظ.. فهل هي نهاية عمل الجماعات في فك العزلة عن الساكنة وقطع الطريق في وجه الصفقات المشبوهة التي تخصص لها ميزانية مهمة دون نتائج؟