رياضة | بين الرئيس بناني والعمدة شباط: ضاع المغرب الفاسي
أطلق مروان بناني رئيس المغرب الفاسي النار على عمدة مدينة فاس حميد شباط، واتهمه بأنه هو السبب الرئيسي في تدهور واندحار الفريق ممثل العاصمة العلمية.
بناني وخلال الندوة الصحفية التي عقدها مؤخرا بالدار البيضاء ليبرر غيابه وهروبه من الفريق الذي كان وراء شهرته، صرح بأن حميد شباط عمل جاهدا على إضعاف فريق المغرب الفاسي وذلك بمنع العديد من المستشهرين من منح الفريق المبالغ المالية التي تصب في خزينته، كما هدد البعض الآخر بعدم مساعدة الماص وهو يعيش أزمة مالية خانقة أدت به إلى احتلال المراتب الأخيرة، بل كان قاب قوسين أو أدنى من “معانقة” الفريق الثاني للمدينة “الواف” والنزول معا إلى القسم الوطني الثاني، لولا تلك الضربة الجزاء “المعلومة” ضد شباب الحسيمة والتي أنقذته من مغادرة قسم الكبار.
ترى من أين يستمد حميد شباط كل هذه القوة والجبروت اللتان جعلتا منه الرجل رقم واحد في عاصمة العلم والمعرفة، بل أصبح وأمام صدمة الجميع الأمين العام لحزب الاستقلال وما أدراك ما حزب الاستقلال.
كما يعلم الجميع، فالأمين العام لأعرق حزب في البلاد، وعمدة العاصمة العلمية للمملكة الشريفة، لا علاقة له بمدينة فاس ولا بأهل فاس الحقيقيين المتشبعين بالعلم والثقافة واحترام الغير…
حميد شباط القادم من الأحواز، جاء لمدينة فاس للبحث عن لقمة عيش، ليصبح ومع مرور السنين نقابيا (بدون علم النقابي الكبير، ليش فاليشا البولوني) وزعيما تمكن وفي ظرف وجيز من إبعاد وتنحية قياديين كبارا، كانوا بالأمس القريب يجهلون من يكون هذا “الشباط” الذي تنكر لولي نعمته عبد الرزاق أفيلال الذي أتى به من معمل بسيط بفاس، ومد له يد العون وساعده، وها هو قد أصبح كاتبا عاما للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وأمينا عاما على كل الاستقلاليين، وبرلمانيا وعمدة لمدينة فاس و”الكل بفاس”.
كل هذه الأشياء، لا تهمنا بقدر ما تهمنا الوضعية البئيسة التي يعيشها المغرب الفاسي، فكيف يعقل “يتبهدل” هذا الفريق الذي فاز بثلاثية خالدة (كأس الاتحاد الإفريقي، كأس العرش والكأس الممتازة) ساهمت في إشعاعه، بل كان مرشحا ليكون الخزان الأول للمنتخب الوطني بفضل عناصره التي تألقت وأبدعت ليكون مصيرها الإهمال واللامبالاة، لدرجة أن معظم اللاعبين يفكرون في هجرة جماعية على غرار من سبقوهم كالهداف بورزوق، والزكرومي، وآخرون.
نحن هنا وكالعادة لا ندافع عن الرئيس بناني الذي هو الآخر يتحمل مسؤولية كبيرة في اندحار الفريق، فهذا الرئيس الشاب الذي أصبح معروفا بعد أن كان مواطنا عاديا، بل نكرة، لم يكن في مستوى تطلعات محبي الماص الذين ظنوا في يوم من الأيام أنهم وجدوا رئيسا من طينة الأب الروحي للفريق الحاج بنزاكور.
مروان بناني أكد بأنه قام بأعمال جليلة للفريق قبل أن يتسلم رئاسة الفريق وذلك بانتدابه لثلاثي الخميسات (فهيم، وبلعمري، والشيحاني) إضافة إلى بورزوق بمبلغ 800 مليون، كما أنه مدين للفريق بمليار سنتيم صرفه من أموال المرحوم والده الذي ورث عنه الملايير.
على الشاب بناني وهو سيد العارفين بأن يعرف أن مبلغ 800 مليون الذي انتدب بها هؤلاء اللاعبين، قد حصل عليه بعد أن “باعهم” – وأوردنا مصطلح “باع” لأنه يريد بيع الفريق بأكمله لاستخلاص ديونه – ليسترجع بذلك أمواله.
فإذا كان فريق المغرب الفاسي يعيش حاليا هذه المهزلة بعد مواسم الألقاب والبطولات، فالسيد بناني يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، وهو الغائب عن الفريق لشهور، منشغلا بمحاضر الشرطة بسبب المشاكل اليومية أو “الليلية” التي يعيشها.
فكفى من البكاء والتبجح، ففريق المغرب الفاسي وبكل صراحة لا يستحق مثل هذا الرئيس، الذي لا يعرف ما يريد، وربما لا يعرف حتى تاريخ هذا الفريق العريق، كما أن مدينة فاس العالمة لا تستحق مثل هذا العمدة الذي أراد أن يستحوذ على كل شيء.
للأسف، فاقد الشيء لا يعطيه.