وجدة | ساحة باب سيدي عبد الوهاب.. فوضى عارمة وتشويه لجمالية المدينة
الأسبوع. زوجال بلقاسم
تعيش ساحة باب سيدي عبد الوهاب وشوارع مدينة وجدة، اختلالات في تنظيم الملك العمومي من لدن التجار والباعة المتجولين، وكذا أصحاب العربات المجرورة، باحتلالهم أرصفة ووسط الطرقات والساحات ووزعوها فيما بينهم، بل منهم من أصبح يتاجر في كراء أمكنة وبقع الأرصفة والساحات.
وتقاسم هؤلاء الباعة أرصفة الطرقات العمومية، وساحة باب سيدي عبد الوهاب فيما بينهم، حيث يعرضون بضائعهم وسلعهم، وصاروا يتشاجرون مع أصحاب المحلات التجارية، ومع زملائهم من أجل الحفاظ على تلك المواقع التي امتلكوها بالقوة، بل قاوموا وجاهدوا حتى من أجل التوسع لامتلاك سنتيمترات أكثر.
وبهذا أصبح المواطن مجبورا على الزحف تحت المعلق بين المحلات التجارية، أو القفز فوق المعروض على الأرض، دون الحديث عن العطلة الصيفية، وأيام شهر رمضان التي تستفحل فيها الأوضاع، ويتضاعف عدد الباعة للمواد الاستهلاكية والمناسباتية.
ورغم منع التجار بالمدينة القديمة سابقا، من إخراج البضائع والسلع خارج محلاتهم التجارية، بعد انطلاق مشروع تأهيل المدينة العتيقة بمئات الملايين من الدراهم، وبعد ترميم بعض أزقتها، وواجهات محلاتها التجارية وساحاتها الصغيرة، ورغم هذا المنع، عاد بعضهم إلى عادتهم القديمة أمام أعين قائد المنطقة والسلطات المحلية والمنتخبة.
فيما بلغ جشع البعض الآخر منهم في احتلالهم للملك العمومي، إلى رهن الرصيف العمومي بوضع صناديق أو إطارات السيارات لمنع السيارات من الوقوف أمام محلاتهم، والاستئثار بنصيب من الطريق العمومية وإضافته إلى الملكية الخاصة، في غياب تام للحملات الموسمية التي تنظمها السلطات المحلية لمحاربة هذه الظاهرة وفرض القانون على الجميع.
من جهتهم، حمل نشطاء المجتمع المدني، المسؤولية إلى المجالس الجماعية، حيث اعتبروها مساهمة بدورها في هذه الفوضى بتفويت رخص استغلال محلات، وكراء الساحات العمومية كمواقف للسيارات بالشوارع وداخل المدينة القديمة، مما عقد حركة السير وأضر بالمآثر التاريخية، التي لم يبق لعاصمة زيري بن عطية غيرها بعد أن تم ترميمها وتجميلها.
فيما عبر آخرون أنه كان يجب المحافظة على المآثر التاريخية لمدينة الألفية، وذلك بمنع السيارات من الاقتراب منها، والتفكير في إيجاد حلول لذلك، لا سيما وأن المدينة تتوفر على مرائب لوقوف السيارات، كما يجب على السلطات المحلية تسهيل حركة السير والمرور بساحة باب سيدي عبد الوهاب، التي أصبحت جحيما لمن يعبرها، راجلا أو راكبا، حسب تعبيرهم.