الـــــــــــرأي

الـــــــــــرأي | شهر رمضان دعوة للاستقامة

بقلم. ادريس أبابا

       نلاحظ بحلول شهر رمضان المبارك إقبال المواطنين المغاربة على زيارة الأهل وأفراد العائلة والأصدقاء أو مكالمتهم بالهاتف، مباركين حلول هذا الشهر العظيم الأجر الكثير الفضيل بافتتاح أبواب الجنان وانغلاق أبواب جهنم، هذه المعاني السامية تكون موضوع اجتماع الصائمين في المساجد لينالوا فضل ما يسرده عالم على الحاضرين.

لقد عشنا ونحن أطفالا هذه الحالة في جو مع مدينة مراكش (حوماتها) وقلما تنغلق أبواب تلك المساجد حيث يتناوب على كراسيها من يدرس علوم النحو والفقه والسيرة النبوية، وأحاديثها، وكانت أسماء أولئك العلماء تتردد على ألسنة الحرفيين في الأسواق المراكشية، ويزداد من يغشيها بازدياد امتلاء المدرسين فيها، وإتقانهم لما يدرسونه بالمهارة الفائقة والشروح المستفيضة، وقلما يخلو مسجد من عالم وشارده، ومن يغشى حلقات المدرس من طلابه خارج أيام رمضان المعظم، وتكاد تنفرد العشر الأواخر بميزات متعددة لما وقع فيها من فتوحات إسلامية على أيدي صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون حضور رواد المساجد كثيفا في ليلة ختم القرآن في (الليلة السابعة والعشرين) وهي المسماة بليلة القدر، لو ورد أحاديث في شأنها، ولا تكاد الليلة تمر دون إقامة تسابق بين الطلبة في إمامة المصلين ابتداء من صلاة العشاء إلى صلاة الصبح، حيث تكون “السلكة” (وهي قراءة الستين حزبا) قد انتهت ليصبح أهل (الحومة) عازمين على الذهاب إلى زيارة قبور الأهل والتصدق عليهم (ولذلك ما تؤكده أحاديث واردة في كتب الفقه) ومما يثير الانتباه في رمضاناتنا للسنوات الأخيرة تقلص هذه (السنة الحميدة)، حيث لم يجد من يؤكد فضلها رغم أن تأكيد علماء الحديث ثابت (في العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال) وقد وقفت عليه شخصيا إلى حد أن المروجين بحرمته أكثر مخالفة لمذهب إمامنا مالك، وهذا ما يلاحظ في جلسة الاستراحة التي لا يقوم بها الإمام الراتب وهو مقيم بصلاته للمصلين، وهكذا يؤدي تعصب البعض إلى إطلاق فتاوى وسلوك أعمال ضد علماء مغاربة متمكنين في العلم والفقه.. والباحثون في شروح خليل المعتمدة في المذهب المالكي، يؤكدون على عدم تلك الجلسة مادام الإمام المقيم للصلاة لا يفعلها، ولهم سند في ذلك وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((إنما جعل الإمام ليؤتَمَّ به))، بالإضافة إلى ما يشاهد مع عدم الجلوس لقراءة الفاتحة وهي دعاء وصلاة على الرسول في نهاية الأمر بعد صلاة مفروضة منتهى منها بالتسليم.. ما كنت أتمناه في هذه المسألة وهو فتح نقاش بين المعنيين بالأمر من فقهاء أكفاء وعلماء متمرسين، وقمع الحجة بالحجة لإسكات المتخرسين من المتطاولين على الفتية والمشجعين ممن يدفعهم دفعا لكل فتنة، وأضيف لما عشته في مسجد حيي بمراكش، وما هو ملاحظ في غيره من قيام بعض الداخلين للمسجد والناس قد دخلوا في الصلاة برفع الصوت من طرف الداخل بقوله (السلام عليكم) فيخلق بذلك بلبلة في نية المصلين، هل السلام وارد عن الإمام أو عن غيره، ثم ما يخلق مما لا يتناسب وما تدعو إليه الصلاة من خشوع وتدبر واستحضار لعظمة الخالق وأن المصلي بين يديه يرجو رحمته ويخاف عقابه.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى