حديث العاصمة | سرقة مقر البلدية في ليلة رمضانية
– بقلم. بوشعيب الادريسي
مع انتشار أخبار القيمة المالية لمشاريع الرباط، المزمع تحقيقها قبل حلول سنة 2020، والتي كانت مواضيع وتعليقات في “الأسبوع الصحفي” خاصة والجريدة يتابعها العالم عبر موقعها الإلكتروني، اهتمت بالأمر “مافيا” مشهورة ومختصة في السرقة العالمية، ومقرها خارج المملكة، وحسب الإشاعات المتداولة، فلقد اجتمعت عصابة المافيا، وتداولت موضوع سرقة (ردوا بالكم) بلدية العاصمة مستندة على الأرصدة المالية المعلنة لتغطية مصاريف الإنجازات المبرمجة في البرنامج الملكي والتي بلغت حوالي 2000 مليار، دون احتساب نفقات مشاريع الترامواي والقناطر ونفق الاوداية التي أنجزت في مرحلة أولى.
هذه الأوراش فتحت شهية “المافيا” وقررت الانتقال إلى الرباط، لتنفيذ أول عملية سرقة لمقر بلدية عاصمة عربية، مادامت الأموال المرصودة لا تتوفر عليها حتى كبريات بلديات العواصم العالمية، وهذه السرقة وضعوا لها رمزا سريا تحت اسم: “إكسبريس 2000″، ودون شك الرمز مستوحى من القيمة المالية للأوراش، وبسرعة تنفيذ تلك السرقة، ماداموا برمجوا عملية السطو في نصف ساعة، والعودة من حيث أتوا في نفس اليوم محملين بالغنيمة.
ووصلت “المافيا” إلى الرباط وبواسطة جهاز (ج. ب. إس) عبر الأقمار الاصطناعية وجدوا طريقهم إلى مقر البلدية مارين من شارع محمد السادس ثم عرجوا على شارع حمان الفطواكي وهو على طول حوالي 6 كيلومترات ليستمروا في الشارع الطويل دون أن ينتبهوا إلى تقاطع الطرق بين شارع الأحواز وشارع محمد بن الحسن الوزاني، وبدلا من الانعراج على هذا الشارع ظلوا سائرين نحو دوار الحاجة. وهنا اكتشفوا الرباط القديم المهمل بجوطياته وفوضاه في كل شيء: في السكن، في التجارة، في الأزقة، في الصناعة، في السير، في المرافق المتدهورة، وبحدسهم المافياوي تأكدوا من خطإ وجهتهم، إذ لا يعقل (حسب رأيهم) أن تكون بلدية العاصمة في هذا الحي العشوائي، وبالاستعانة بالجهاز الحديث (ج.ب.إس) ينبههم بأن البلدية فعلا هناك ولكن على بعد مئات الأمتار فقط من دوار الحاجة ودوار الدوم، وتحت وقع المفاجأة والدهشة وجدوا فعلا مقر الجماعة على بعد مائة متر من شارع حمان الفطواكي: شارع الباعة المتجولين والدواوير والإهمال.
وكان اليوم يوم أحد والساعة تشير إلى 12 ظهرا، وهو التوقيت المقرر ولمدة نصف ساعة فقط – تكشيط – البلدية، إلا أن المافيا لاحظت بأن أبواب الجماعة مفتوحة وعباد الله يدخلون ويخرجون وكأن اليوم يوم عمل وليس عطلة.
وبأجهزتهم المتطورة حددوا هويات الداخلين والخارجين، وتوصلوا إلى أنهم أعضاء البلدية، آباء وأولياء طلبة يدرسون في الخارج (والله يسمح لنا من الوالدين) كل يوم أحد وهو يوم لا دراسة فيه، فيصلون الرحم مع فلذات الأكباد أو مع العائلات مادام شهر رمضان المعظم شهر المودة والمحبة والمغفرة، وصلة الوصل مع ذوي القربى.
وأجلت المافيا توقيت “إكسبريس 2000″ إلى وقت الإفطار، فالكل سيكون في بيوتهم، وفي الموعد عادوا إلى ساحة أمام الجماعة، ومن هناك ظهرت إليهم أواني محملة بـ”الحريرة” والشباكية والتمر وأباريق الحليب والقهوة، فوق رؤوس صبيان ومتوجهين بها إلى داخل الجماعة، لتفطن المافيا بأن في الداخل من سيفطرون هناك وبسرعة جاءتهم معلومات بأن فوجا آخر من “الوالدين” لطلبة في أمريكا وكندا، يجرون مكالمات مع الأبناء والأحفاد والإخوان، وهنا اتصلت المافيا بمقرها وطالبت بإلغاء العملية لأنه يستحيل سرقة بلدية الرباط في ظل هذه الفوضى، وقبل أن يعودوا أدراجهم اقتنى “شاف” المافيا جريدة “الأسبوع الصحفي” ومنها علم بأن البلدية لا علاقة لها بالأَلْفَيْ مليار وأنها مجرد متفرجة على العملية.
هذه مجرد نكتة يتداولها الرباطيون في رمضان.