مراكش | قطاع السياحة الغارق يحتاج إلى فريق إنقاذ متمكن
عزيز الفاطمي. مراكش
في ظل الوضع المتدهور الذي يمر منه القطاع السياحي بمدينة مراكش، والذي وصل إلى مرحلة التنفس الاختراقي نتيجة الضربة القاضية بقفاز الملاكم الشرس “فيروس كورونا”، التي أسقطت أرضا كل مكونات القطاع السياحي وألحقت بهم أضرارا جسيمة اجتماعيا ونفسيا، كما أرغمت مجموعة من المؤسسات السياحية على الإغلاق وتسريح العمال وما ترتب عن هذا الوضع من مشاكل لا تعد ولا تحصى (ما حس بالمزود غير اللي مضروب به)، وفي هذا السياق، عقد يوم الجمعة 2021.10.29، اجتماع يدخل في إطار أجندة تهدف إلى تحريك عجلة القطاع السياحي بمراكش قاطرة السياحة الوطنية وقبلة عالمية، جمع كلا من فاطمة الزهراء المنصوري عمدة المدينة، سمير كودار رئيس جهة مراكش آسفي، وعبد الرحمان الوفا رئيس جماعة القصبة المشور، بالإضافة لرؤساء مجموعة من المؤسسات وجمعيات مهنيي الفنادق ووكالات الأسفار والمرشدين السياحيين وأعضاء المجلس التنفيذي للمجلس الجهوي للسياحة، وممثلي ولاية مراكش والمركز الجهوي للاستثمار، وبعد مناقشة هذا الموضوع الشائك، وبعدما أدلى كل متدخل بدلوه، يمكن الوقوف والتسطير على بعض النقط التي تم التطرق إليها من طرف رئيسة المجلس الجماعي والتي تعهدت بإخراج مجموعة من القرارات إلى حيز الوجود، منها “منتزه غابة الشباب”، “مدينة الفنون”، و”حماية المدينة القديمة”.
للإشارة، فكل هذه النقط تندرج ضمن المشروع الملكي “مراكش الحاضرة المتجددة” الذي عاش مراحل من التعثر والاختلالات دفعت بوالي الجهة عامل عمالة مراكش، إلى النزول إلى الميدان مرات عديدة، من أجل تتبع مجرى هذه الأشغال، كما نشير إلى نقطة نظام من طرف متبعي الشأن المحلي والسياحي بالمدينة الحمراء، والذين يربطون النهوض بالقطاع السياحي بقرارات موضوعية بعيدا عن سياسة الارتجال ولغة الخشب وعمليات “البريكولاج”، منها: تحسين الشبكة الطرقية، بوضع هندسة طرقية من الجيل الجديد نظرا لما تعرفه المدينة من حركة سياحية داخلية في نهاية كل أسبوع، وخلال فترة العطل المدرسية دون الحديث عن السياحة العالمية، توفير الأمن من أجل الحد من ظاهرة الإرشاد السياحي غير الرسمي، حماية السائح من كل ما يمكن أن يفسد عليه الاستمتاع بعطلته والعودة إلى وطنه بأجمل الذكريات بدل “الكريساج”، توفير مجموعة من كاميرات المراقبة داخل أحياء المدينة العتيقة، تخليق الحياة العامة لدى كل مكونات القطاع السياحي، وذلك بتطهيره من المتطفلين والمفسدين والنصابين، مع التركيز على دور الشرطة السياحية وتعزيزها بالعنصر البشري الشاب والإمكانات اللوجستيكية، وتطهير شوارع المدينة من المظاهر المشينة، كالتسول المحترف والمشردين والمختلين عقليا وأطفال الشوارع، وكل هذا، بغية استرجاع ثقة المنعشين السياحيين وربح رهان المنافسة القوية داخل الأسواق السياحية العالمية، مع العلم أن هذا لن يتأتى إلا بتظافر الجهود من طرف الجهات المتداخلة مع ربط المسؤولية بالمحاسبة.