جهات

المنتزه الرياضي الأمير مولاي الحسن بمراكش يصارع الإهمال

عزيز الفاطمي. مراكش

    إذا كانت الاهتمامات الملكية تصب في النهوض بالعنصر اللامادي وبوجه خاص شريحة الشباب، وفي هذا الاتجاه شرعت الدولة منذ سنوات في تشييد ملاعب القرب بمختلف المدن والقرى، حيث عرفت هذه الفضاءات إقبالا جماهيريا ملحوظا من طرف جمعيات المجتمع المدني، ومادام موضوعنا عن الفضاءات العمومية، وجبت الإشارة إلى الوضعية المزرية التي أصبح عليها المنتزه الرياضي الأمير مولاي الحسن، المتواجد بغابة الشباب بمراكش، وما لهذه الغابة من دلالة تاريخية، تعود بنا إلى العصر الذهبي المغربي، حيث شارك المغفور له الملك الحسن الثاني وهو ولي للعهد آنذاك، صحبة شباب مدينة مراكش، في غرس أشجار الزيتون، الشجرة المباركة، على مساحة كبيرة أطلق عليها اسم “غابة الشباب”، لنعود للحديث عن المنتزه الرياضي الذي بلغت تكلفته المالية ما يناهز 13 مليونا و200 درهم بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بـ 3 ملايين و450 ألف درهم، والمجلس الجماعي لمراكش بـ 6 ملايين و750 ألف درهم، ووزارة الشبيبة والرياضة بـ 3 ملايين درهم، حيث ظل هذا المنتزه منذ افتتاحه، قبلة مفضلة لكل الفئات العمرية العاشقة لمزاولة الأنشطة الرياضية من كرة القدم المصغرة والجري عبر مدار خاص والمشي، كما كان يجرى على أرضية ملعبه الكبير، الدوري السنوي بمناسبة ذكرى ميلاد ولي العهد مولاي الحسن، بالإضافة لمباريات بطولة مختلف الفئات المنضوية تحت لواء العصبة الجهوية لكرة القدم، إلا ان اجتياح فيروس “كورونا” اللعين لبلادنا، فرض نزول قانون الطوارئ الصحية القاضي بإغلاق الفضاءات العمومية وملاعب القرب بما فيها المنتزه الرياضي الأمير مولاي الحسن، لتبدأ مرحلة الإهمال واللامبالاة، نتجت عنها أضرار مختلفة لحقت بجل أركان المنتزه، بما فيها أرضية الملاعب والمساحات الخضراء التي كانت تمثل 45 في المائة من مجموع مساحة المنتزه المحددة في هيكتارين، وكما هو معلوم، فإن أبواب ملاعب القرب لا زالت مغلقة في وجه المواطنين، في حين نجد الملاعب الرياضية الخاصة تستقبل الزبناء دون قيد أو أية شروط وكأن هذه الفضاءات الخاصة غير معنية بالقانون المطبق على غيرها من فضاءات عمومية، وهو سؤال موجه إلى والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش؟

وبناء على هذا الوضع المرفوض الذي يتطلب التدخل العاجل من الجهات المعنية وفي مقدمتهم فاطمة الزهراء المنصوري، التي كانت في مقدمة الوفد الرسمي الذي قام بعملية تدشين المنتزه الرياضي الأمير مولاي الحسن، بصفتها عمدة المدينة خلال ولايتها الأولى خلفا للعمدة الراحل عمر الجازولي، وقبل الختم تأمل الجمعيات النشيطة بملاعب القرب العمومية، من والي الجهة، إعطاء تعليماته من أجل فتح هذه الفضاءات في ظل تحسن الوضع الوبائي المشجع على العودة التدريجية للحياة العادية.

تتمة المقال تحت الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى