وادي زم | مدينة الشهداء تستغيث.. فهل من مغيث ؟
سعيد الهوداني. وادي زم
تئن مدينة وادي زم تحت وطأة الفقر والتهميش والفوضى.. عربات مجرورة بالدواب تجتاح أزقة وشوارع المدينة بسرعة جنونية من طرف أطفال ومراهقين، معظمهم ليسوا في حالة طبيعية، منهم الخضارون، والحمالون، يجوبون الشوارع الرئيسية غير مبالين بإشارات المرور ولا بالشاحنات والسيارات، التي تسببوا لها غير ما مرة في خسائر يتحملها طبعا صاحب السيارة.
أما العربات الصغيرة، التي يقوم أصحابها بنبش حاويات الأزبال، أو ما يسمى بـ”الميخالا”، فحدث ولا حرج، وقد أصبح عددهم في تزايد ملحوظ، وكلما انتهوا من البحث تركوا الأزبال والقاذورات مشتتة ومرمية وسط الشوارع والأزقة، مما يتسبب في انتشار الحشرات والروائح الكريهة التي تؤذي المارة والساكنة.
إن معاناة ساكنة وادي زم، مدينة الشهداء “يا حسرة”، وخصوصا شبابها، من حدة واستفحال البطالة بسبب انعدام تام لفرص الشغل، كرس تفريخ “فراشة” جدد من الجنسين، يعرضون سلعهم بشتى الطرق، وباعة جائلين يجوبون المقاهي والمطاعم والأماكن العامة، وهناك من يعرض سلعته في أماكن الملك العمومي، بل هناك أفواج كبيرة من أطفال ومراهقين، ماسحو الأحذية، يشتغلون طيلة النهار بمدينة خريبكة ويعودون في المساء لمدينتهم الأصلية وادي زم.
مدينة المقاومة تفتقر إلى ملاعب القرب وإلى مسابح وإلى طرق وإلى مركب ثقافي، وإلى دار شباب أخرى بحكم العدد الهائل للجمعيات التربوية والثقافية والتنموية والاجتماعية والتعاونيات التي تنشط بالمدينة، وإلى استثمارات قيمة تخفف ظاهرة البطالة في صفوف الشباب، وكذا تأهيل وإصلاح رمز وذاكرة مدينة وادي زم، “البحيرة” التي تركها الاستعمار الفرنسي، والتي ما تزال مهملة إلى حد الساعة.
ما ينتظر المجلس الجماعي والمجلس الإقليمي والمجلس الجهوي تجاه مدينة وادي زم، ليس بالشيء الهين، لكن مع تظافر الجهود وعمل وانخراط وضغط الإعلام والمنظمات والجمعيات الحقوقية، وجمعيات المجتمع المدني، يمكن أن يخفف من معاناة ساكنة مدينة الشهداء.