جهات

تخريب معالم أثرية وتحويل المقبرة الإسلامية إلى مزبلة

الأسبوع. زهير البوحاطي

    بسبب الإهمال واللامبالاة، يتم تخريب العديد من المعالم الأثرية داخل المدينة العتيقة بتطوان التي صرفت عليها ميزانية كبيرة من أجل رد الاعتبار لهذه المدينة التي عانت الويلات في وقت سابق، حيث انهارت أجزائها ودمرت بنيتها التحتية وطمست معالمها التاريخية.

وبعد الاهتمام والعناية الملكية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس للتراث اللامادي، بإطلاق برنامج تأهيل وتثمين المدن العتيقة، أضحت الحواضر الألفية للمملكة، تعيش على إيقاع مشاريع بنيوية مهيكلة كفيلة بجعلها منارات عمرانية، حضرية وسياحية وازنة، تساهم في اقتصاد هذه المدن عبر جلب السياح وإنعاش مختلف القطاعات، وكان لمدينة تطوان نصيب من هذه المبادرة التي ساهمت فيها عدة قطاعات وزارية وغير وزارية ومنظمات أجنبية تهتم بالأماكن التاريخية والحفاظ عليها، وهذا الأمر تلقته ساكنة تطوان بارتياح كبير، إلا أن عدم تتبع ومراقبة أشغال ترميم وتهيئة المدينة العتيقة، تسبب في العديد من الخروقات والغش في الإصلاح وإعادة البناء، وذلك باستعمال مواد رخيصة الثمن ومغشوشة، فكانت عواقب ذلك وخيمة، أدت إلى تشوه ما يتم استصلاحه.

تتمة المقال تحت الإعلان

هذا، وقد تحولت معظم الأماكن في تطوان إلى مطارح للنفايات، حيث الأزبال متناثرة في كل شوارع وأزقة المدينة، كما أنها تترك روائح كريهة وبقع على الأرض يصعب تنظيفها، مما يساهم في تشويه جمالية وبيئة “الحمامة البيضاء”، والنموذج من المقبرة الإسلامية كما هو ظاهر في الصورة، هذه المقبرة التي تشكل حلقة وصل بين ساكنة تطوان والمناطق المجاورة، وتحتضن في طياتها وأمكنتها علماء وأدباء ومجاهدين وسياسيين لهم بصمة في النضال خلال فترة الاستعمار الفرنسي والحماية الإسبانية على الشمال المغربي، إلا أنها تحولت، في الآونة الأخيرة، إلى شبه مزبلة، نتيجة الفوضى والعشوائية التي تطبع تدبير قطاع النظافة، حيث ترمى فيها الفضلات والقاذورات ومخلفات البناء، في ضرب صارخ لحرمة القبور والموتى.. فهل تتدخل الجهات المعنية من أجل الحفاظ على المدينة العتيقة وإلى جانبها المقبرة الإسلامية انطلاقا من الجانب الديني قبل التاريخي لهذه المقبرة ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى