تطوان | ظهور رئيس جماعة وهو يتلقى تعليمات من ممثل السلطة
الأسبوع. زهير البوحاطي
استغرب العديد من المواطنين بمدينة تطوان، الأسبوع الماضي، لقيام رئيس الجماعة الترابية لمدينة تطوان بزيارة ميدانية لحي النقاطة، وبالضبط بشارع “عطاء بن أبي رابح”، بعدما وجهت ساكنة المنطقة عدة شكايات لرئيس الجماعة حول غياب العديد من الخدمات الضرورية والبنية التحتية والإنارة العمومية وغيرها.
واستجاب المجلس الجديد لنداء الساكنة، حيث قام الرئيس بزيارة لها مرفوقا ببعض أعضاء المجلس وموظفين من مصلحة الإنارة العمومية، غير أن الغريب في الأمر والذي أثار انتباه العديد من المواطنين، هو ظهور رئيس الجماعة المنتخب من طرف الساكنة، وهو يتلقى بإمعان أوامر صادرة عن باشا المدينة، الذي كان بمعية قائد الملحقة الإدارية لتلك المنطقة.
وقد بدت شخصية الباشا كأستاذ يقدم النصائح والدروس لهذا المنتخب الذي يظهر في الصورة كتلميذ مطيع، أو لنقل بلغة مخففة: سياسي يفتقد للخبرة في هذا المجال، حسب الأوصاف التي انتشرت عبر تعاليق العديد من المواطنين الذين حضروا الواقعة بذلك الموضع.
وهكذا، ومع بداية العمل السياسي لمرحلة ما بعد شتنبر 2021، يتساءل السكان بخصوص المرحلة الجديدة لتدبير الشأن الترابي، فهل هي مرحلة جديدة وعهد جديد تقوم فيه الرئاسة الحالية لجماعة تطوان بالاستسلام لتعاليم السلطة المحلية، التي أصبحت توجه الرئاسة وتدبر اختصاصاتها، وأصبحت السلطة هي المنصتة لمعاناة المواطنين وشكاويهم خصوصا ساكني الأحياء الشعبية؟
غير أن البعض الآخر، يرى في قيام السلطة بمرافقة رئيس الجماعة وتقديم التعليمات له، تأكيدا على تعبئة المجلس للسلطة التي تبسط هيبتها عليه، وبالتالي، فالأمر يشي بأن رئاسة الجماعة الجديدة لا تستطيع القيام بالدور المنوط بها إلا بوجود توجيه من السلطة المحلية، التي كانت تجد صعوبة في التعامل أو ضبط الأمور والسيطرة على رئاسة المجلس السابق التابعة لحزب “المصباح”، والذي كان في صراع وحرب مستمرة مع عمالة إقليم تطوان؟
هذه التعليقات والتساؤلات أصبحت متداولة بين الساكنة، بعدما استجاب رئيس الجماعة لندائهم ونزل إليهم من أجل الاستماع لشكاويهم، غير أن الأمر لم يكتمل إلا بوجود السلطة المحلية التي كانت على علم بمعاناة سكان الأحياء الشعبية من قبل ومن بعد، كما يتداوله العديد من المواطنين.