انتخاب ولد الرشيد رئيسا لمجلس المستشارين في شخص النعمة ميارة
عبد الله جداد. العيون
لم يكن انتخاب النعمة ميارة رئيسا لمجلس المستشارين مجرد ذر الرماد في العيون، لإخماد غضب وتذمر الصحراويين من تغييبهم عن الاستوزار في حكومة أخنوش، بعد أن حققوا أعلى نسبة وطنية في التصويت، وأحرجوا بذلك جبهة البوليساريو التي تدعي أنها الممثل الوحيد للصحراويين، ليثبتوا للعالم أن من يمثلهم هم المنتخبون الذين أفرزتهم صناديق الاقتراع، فبعد أن كانت كل الصحف والمهتمين السياسيين يؤكدون أن حكومة أخنوش قد تحمل معها اسما او اسمين من أبناء جهات الصحراء لتولي حقيبة وزارية، وبعد أن تم تعيين الحكومة واتضح أنها خالية من أبناء الصحراء، كان حمدي ولد الرشيد مساندا يسارع الخطوات من أجل تزكية ترشيح النعمة ميارة بتزكية من نزار البركة، نتيجة ما حققه حزب الاستقلال من مكاسب في انتخابات الغرف المهنية والجماعات الترابية ومجالس الأقاليم والجهات.
وبرز اسم النعمة ميارة كشاب خريج جامعة الزراعة والبيطرة، الطموح الذي قاد الاتحاد العام للشغالين (الذراع النقابي لحزب الاستقلال) إلى تحقيق نتائج غير مسبوقة في انتخابات المأجورين، وفي انتخابات مجلس المستشارين، وجالس الحكومة السابقة في لقاءات الدفاع عن الطبقة الشغيلة، وراكم بذلك تجارب انطلقت من انتخابه عضوا في مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، ليتم انتخابه رئيسا لمجلس المستشارين خلفا لحكيم بنشماس عن حزب الأصالة والمعاصرة، بحصوله على 86 صوتا مقابل امتناع 4 مستشارين، فيما ألغيت 6 أصوات.
ويعد ميارة، المنحدر من قبيلة شرفاء الركيبات، وصهر رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، أول استقلالي وثاني صحراوي يترأس مجلس المستشارين بعد الدكتور محمد الشيخ بيد الله، الذي تولى رئاسة المجلس في الفترة ما بين 2009 و2015، واللذين سبقهما المرحوم الداي ولد سيدي بابا الذي كان رئيسا لمجلس النواب من سنة 1977 إلى 1983، والراحل ابريكة الزروالي الذي شغل منصب نائب رئيس مجلس النواب ما بين 1983 و1997.
ومباشرة بعد انتخابه رئيسا لمجلس المستشارين، شدد النعمة ميارة في كلمة بالمناسبة، على كافة مكونات المجلس للعمل سويا على ترجمة برنامجه، قائلا: “إننا اليوم أمام مسؤولية جسيمة وعظيمة بالنظر للسياقات الوطنية والدولية المطروحة، وللتحديات الكبرى التي ينبغي علينا جميعا أن نرفعها”.
وكانت الأغلبية قد اتفقت وأجمعت على هذا الترشيح الذي جاء “بناء على نتائج الاستحقاقات الانتخابية التي عرفتها بلادنا والتي شكلت محطة مهمة في توطيد المسار الديمقراطي لبلادنا، كما تميزت بمشاركة مواطنة مهمة أعطت زخما قويا لمخرجات صناديق الاقتراع”.
وعمت فرحة كبيرة وأقيمت حفلات متميزة في كافة أنحاء مدينة العيون، وخاصة بيت أهل الرشيد، تعبيرا عن الفرحة العارمة التي عمت ساكنة الصحراء فور الإعلان الرسمي عن انتخاب النعمة ميارة رئيسا لمجلس المستشارين، وهو صاحب مسار جامعي وأكاديمي ونضال غير مسبوق في صفوف الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وفاعل حقوقي ورياضي ورئيس عصبة الصحراء للدراجات وعضو مكتبها الجامعي.