… حتى أكبر المتشائمين لم يكن ينتظر نزول فريق النادي القنيطري، ولأول مرة في تاريخه، إلى قسم الهواة، بعد هزيمته في الدورة الأخيرة من الموسم الكروي السابق بملعبه، بهدف لصفر أمام فريق الاتحاد البيضاوي، الذي كان من أكبر المرشحين لمغادرة هذا القسم.
الهزيمة الأخيرة لممثل منطقة الغرب، لم تكن السبب في السقوط، بل إن النتائج السلبية التي حصدها منذ بداية الموسم الكروي، والمشاكل الكبيرة التي عاشها بسبب التسيير العشوائي، والصراعات الخفية بين العديد من الأشخاص، هي التي كانت السبب الرئيسي فيما وقع.
فريق النادي القنيطري غادر مكانه الحقيقي، أي القسم الوطني الأول، منذ أربع سنوات، بسبب نفس المشاكل التي مازال يتخبط فيها إلى الآن، ومازال المسؤولون عن هذا الفريق “الضحية” لم يستوعبوا الدرس، وتركوه يعاني، ويغرق، إلى أن لفظ أنفاسه أمام أعين الجميع.
“الكاك”، وللأسف، كانت تعتبر من أقوى الأندية الوطنية منذ بداية الاستقلال، حيث أعطى العديد من اللاعبين الكبار للمنتخب الوطني.
ففي فترة الستينات، كان هناك محمد رياض، وكالا وآخرين، حيث استطاع ولأول مرة في تاريخه الفوز بكأس العرش بقيادة المدرب المرحوم عبد الحق القدميري، الذي تغلب على فريقه الأم الوداد الرياضي.
وجاءت بعد ذلك فترة السبعينات، والثمانينات، مع جيلين رائعين، خريجي مدرسة “الكاك” الذي كان يشرف عليه المربي والأب الروحي للفريق، المرحوم الصويري. لاعبون من صلب الفريق يتقدمهم العميد بوجمعة، ليشا، احسينة أنافال، جمال جبران، البوساتي، الهداف التاريخي للبطولة الوطنية لحد الآن (25 هدفا)، عزيز بوعبيد، خليفة، البويحياوي، اسحاسح، نور الدين، الإخوة الحوات، الحارس المرحوم حميد، وجيل آخر يتقدمهم الإخوة أكرد، الدعدي، الضرس، أجالي، بهلول… والقائمة طويلة جدا، حيث تمكنوا من الفوز بالبطولة الوطنية لموسمين متتاليين 1980 و1981، وبكأس المغرب العربي.
ترى أين “الكاك”، وأين اختفت هويته التي كانت تتمثل في الاعتماد على أبناء الفريق، وعلى المواهب الكثيرة التي اختفت وضاعت بسبب الإهمال والتسيير الارتجالي، وإبعاد اللاعبين السابقين الذين يريدون فقط مساعدة فريقهم.
مصير النادي القنيطري المؤلم، عاشته كذلك بعض الفرق التي كانت رقما صعبا في البطولة الوطنية، والتي نراها حاليا تصارع المجهول في الأقسام السفلى، كالنادي المكناسي، والنهضة السطاتية، كما ينتظر فريق الكوكب المراكشي و”الطاس” نفس المصير.
نتمنى أن يقف فريق النادي القنيطري بسرعة على أقدامه، وهذا ليس بالأمر المستحيل على أبناء مدينة القنيطرة الأبرار، الذين يستحقون بالفعل فريقا قويا يعيد لهم هيبتهم المفقودة بسبب شرذمة من الوصوليين.
حظ سعيد لـ”الكاك”.