جهات

السيدة التي أنهت احتكار الرجال لرئاسة جماعة العاصمة لـ 6 عقود

على هامش انتخاب عمدة الرباط

    انتخاب سيدة على رأس جماعة العاصمة، حدث بارز يستمد جذوره من ثورة سابقة خاضتها المرأة الرباطية في استحقاق 1983 بنجاحها في جماعتين: أمينة المسعودي نائبة لرئيس جماعة اليوسفية، والراحلة خديجة بدوري، عضوة بجماعة حسان.. وانتظرت العاصمة 30 سنة لتقدم رئيستين: سعاد الزخنيني رئيسة مقاطعة حسان، وبديعة بناني رئيسة مقاطعة أكدال – الرياض، وقد نوهنا بقيادتهما منذ حوالي 3 أشهر في ركن “أسرار العاصمة” وتمنينا من الرباطيين في الانتخابات التي جرت، تشجيع المرأة لقيادة الجماعة بعد تفوقها في رئاسة مقاطعتين من أهم مقاطعات المملكة.

وبالرغم من تقهقر حزب الرئيستين، فإنهما حافظتا على مقعديهما للاستمرار في عضويتهما بدون قيادة.

ولا نخفيكم، فقد كان لترشيح امرأة لشغل منصب رئيسة جماعة الرباط، وقع المفاجأة في العاصمة، والعالم العربي، الذي تؤطره منظمة المدن العربية ومنظمة العواصم الإسلامية كمنظمتين إقليميتين تسيطر عليهما النزعة الذكورية، بينما باقي المنظمات والمنتديات الغربية التي تعنى بالمدن، اقتنعت بتحول المجتمع الرباطي إلى صفوف المجتمعات الذكية والمحافظة على تاريخها ودينها وتقاليدها ومنافسة المرأة للرجل في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعلى رأسها تاج شرف وطنها.

تتمة المقال بعد الإعلان

وبذلك، جعلت المرأة الرباطية حدا لانفراد الرجال برئاسة العاصمة لمدة 6 عقود، منذ سنة 1960، لتدشن أسماء أغلالو عهد رئاسة العاصمة من طرف “نون النسوة” بنكهة خاصة لا يعلمها إلا المقربون منها، فالعمدة الجديدة للرباط هي من حي شعبي ووسط عائلي ينتمي إلى هذا الشعب، تميزت بذكاء خارق في كل مراحل دراستها في مدارس الشعب، وتشبعت بثقافة الشعب، وبدأت حياتها المهنية في الصدح بهموم الشعب كصحفية في يومية واسعة الانتشار، لتدخل منها إلى عالم السياسة وتقترن بسياسي كانت ظله ومستشارته، مما ساعده على الترقي في المناصب الحزبية والانتخابية، فكان أول ظهور سياسي لها، ترشيحها في لائحة نساء عضوية مجلس النواب، فتوفقت وأصبحت نائبة لرئيس مجلس النواب، كما أنها أضحت الأكثر شعبية في المدينة العتيقة.

هذه هي رئيسة العاصمة، وقد حاولنا اختصار مسارها للتعريف بها أكثر، ولتذكيرها بما ينتظرها من تحديات جسيمة، إما ترفعها عاليا كأول امرأة عربية على رأس عاصمة عظيمة، وإما – لا قدر الله – تعجز عن قيادة حاضرة السياسة والثقافة والإدارة، فتهدم بذلك كل ما بنته عليها وعلى رفيق حياتها.. فنجاحها ليس بترأسها لجماعة.. ولكن لقيادة أم العواصم.

تتمة المقال بعد الإعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى