الأسبوع. زهير البوحاطي
بطريقة جد ذكية، تمكن العديد من أعضاء حزب العدالة والتنمية من الفوز بالمقاعد سواء بالجهة أو الجماعات الترابية أو البرلمانية، بعد مغادرتهم هذا الحزب بواسطة تقديم استقالاتهم والالتحاق بأحزاب أخرى، مما مكنهم من الفوز في الاستحقاقات الأخيرة بألوان غير لون حزبهم الذي فقد مصداقيته لدى المغاربة، بعدما اعترف العديد من قياديي “البيجيدي” بالسقوط المأساوي في النتائج الانتخابية من 125 مقعدا سنة 2016 إلى 13 مقعدا في انتخابات 8 شتنبر 2021.
لكن بعض قياديي ومنخرطي هذا الحزب بجهة الشمال، لم تكن غايتهم الدفاع عن الحزب ومبادئه أكثر من الحصول على المناصب داخل المؤسسات المنتخبة، ولهذا جاءت فكرة تقديم الاستقالات قبل الانتخابات بأيام من أجل تغيير اللون الحزبي الذي كان صدى أخباره يتردد بين المغاربة عن عدم فوزه في هذه الانتخابات، مما مكن العديد من قيادييه من التخلي عنه والالتحاق بأحزاب أخرى، وبهذا يكون حزب “المصباح” قد شهد سقوطا مدويا في الانتخابات وسيتراجع دوره في المعارضة كما كان من قبل، حسب العديد من السياسيين.
ورغم الطريقة العبقرية التي سلكها أصحاب حزب العدالة والتنمية، سواء الذين كانوا يترأسون المجالس الجماعية أو البرلمانيين، والذين فروا من حزبهم للعودة من جديد مع أحزاب أخرى، إلا أن العديد من سكان الشمال فطنوا لهذا الأمر وامتنعوا عن التصويت لصالحهم، إلا أنه في بعض المناطق، استطاع هؤلاء الأشخاص الصعود من جديد بواسطة حزب آخر في الوقت الذي كان فيه العديد من المواطنين ينددون بسياستهم وفشلهم في تحمل المسؤولية خلال الولاية المنتهية.