الأوضاع في الصحراء | العائدون من سجون إسبانيا في موسم “الكصابي”

الأسبوع. عبد الله جداد
بعد سنتين من الفتور والشلل التامين غُيِّب فيها موسم “الكصابي تكوست” لأسباب واهية ولا قيمة لها في تاريخ الشعوب، يعود الموسم ليحتل صدارة الأحداث بحيث حجت إليه وفود من شيوخ وأعيان ووجهاء قبائل الصحراء من وادي الذهب، وبوجدور، والساقية الحمراء، وجهة كلميم السمارة ومن شمال المملكة، وجوه من قبيلة آيت لحسن غيبتها مشاغل الحياة وأبعدتها المسافات الطويلة لتلتقي من جديد بجماعة لقصابي التي تحتفي بموسمها السنوي للولي الصالح عمرو عمران، الذي شهد هذه السنة نجاحا كبيرا وإن كان حضور قبيلة “ازرقيين” والكلمة التي ألقاها الحاج إبراهيم الدويهي وشهادات الشيخ ماء العينين لارباس، وهما من رفقاء الراحل علي بوعيدة في سجن جزر الخالدات، والمدانين بحكم الإعدام بعد تدخل الملك الراحل محمد الخامس الذي أعاد كافة الصحراويين من سجن إسبانيا إلى أكادير في أكبر وأهم صفقة تبادل الأسرى بين المغرب وإسبانيا.
وإذا كان بيت بوعيدة قد جمع ما يفوق 1200 من أبناء قبائل الصحراء، فإنه على الأقل وحد بين صفوف وجهاء وقيادي قبيلة آيت لحسن التي يشهد لها بالكفاح والتشبث بالثوابت، وبدورها الرئيسي في مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية، وهو ما يدعو حسب مهتمين إلى مأسسة هذا الموسم بما يضمن الرفع من قيمته ومستواه.
وقد أجمعت شهادات عثمان بوعيدة، وعمر الدبدا، وامنينو محمد حسن، والكثير من الفعاليات، على أهمية الظرفية الحالية التي تتطلب وحدة الرأي(..) وشكل السباق الوطني على الطريق الذي شارك فيه ما يفوق 300 من ألمع الأبطال المغاربة في السباقات على الطريق، والذي حضره على الخصوص البطل الأولمبي المغربي مولاي إبراهيم بوطيب رئيس عصبة جهة الرباط سلا زمور زعير، وحسن السنيني رئيس عصبة البيضاء الكبرى.
حدث رياضي أضفى نوعا من التميز لموسم السنة الحالية، والذي حالت ظروف مهنية دون ترؤسه من طرف امباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون وهي بنت الراحل المجاهد الكبير الحاج علي بوعيدة والتي تم تكريمها في القصابي، وصادف يوم الموسم الديني والبطولة الجهوية لسباق الدراجات عقد اجتماع هام برئاسة والي الجهة عمر الحضرمي بعمالة إقليم أسا الزاك.
ومنحت خيمة الشعر التي نظمتها جمعية الكرامة والتنمية والبيئة والمحافظة على التراث بالقصابي لمسة فنية أثارت إعجاب حضور مئات الزوار وعشاق التراث الصحراوي الأصيل.