جهات

الرباطيون يخصصون “مقبرة سياسية” للزعماء

    لم تكن هزيمة ثلاثة زعماء سياسيين منهم رئيس الحكومة، في دائرة انتخابية واحدة، بالمفاجئة، اعتبارا لخصوصية المدينة كعاصمة سياسية وثقافية وإدارية، وحاضرة تخلصت من تخلف “البراريك” و”الجوطيات” والتخدير الكلامي، فعبرت بالعقول ولم تستمر في كبواتها السابقة، بل لقنت دروسا للمتغافلين عن صحوة ووعي وفطنة الرباطيين، بواجب انتخاب الأصلح في المكان الصالح، بغض النظر عن نسبه أو موقعه الاجتماعي والوظيفي والمالي، هدف واحد يبحث عنه الناخب: المصداقية الفكرية، ومنها تتفرع كل الحسنات، لذلك لم تغتر بالمناصب ولا بالجاه المالي، فاختارت صوت الضمير حتى لا تلوث بيئة عاصمة الثقافة وتسيء إلى مكانتها السياسية، وحتى تثبت للعالم الذي تناقلت وسائل إعلامه ثورة عاصمة على زعماء وأغنياء ألفوا “استبلاد” ناخبيها، أنها انخرطت كعضو كامل العضوية في الانتخابات الذكية لانتخاب أصحاب المصداقية.

وفعلا، اعترفت لها كل العواصم بهذه الثورة المباركة التي انتصر فيها أستاذ ومقاول وتاجر على رئيس حكومة وزعماء أحزاب، كما هزم عاطل مجاز وزير التشغيل في عاصمة الفضة، بينما في عاصمة الغرب، رفع وزير كبير راية الاستسلام أمام مترشح فقير الألقاب فارغ الجيوب لا يملك سوى المصداقية، فاختاره الناخبون على سيادة الوزير… وعدة حالات لم تكن بعيدة عما وقع في عدد من الدوائر الانتخابية، وهذا ما هو إلا مفتاح لدخول عهد جديد لتقوية سلطة الناخب وإخضاع المنتخب والمسؤول للمراقبة الشعبية، وما وقع لرئيس الحكومة والزعماء والوزراء والنافذين، إلا النموذج المؤكد لما يمكن أن يصلاه كل من خان تعهداته لمن ائتمنوه على ثقتهم.

وقد شيدت العاصمة “مقبرة سياسية” لدفن كل سياسي لم يف بالتزاماته الانتخابية، أو برهن عن عدم كفاءته أو انخراطه في النهب والنوم واستغلال نفوذ سلطاته التي يستمدها من المواطنين.

تتمة المقال بعد الإعلان

مقبرة استقبلت يوم 8 شتنبر الحالي، الدفعة الأولى، ولن تكون الأخيرة هنا في العاصمة “قاهرة الزعماء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى