جهات

تطوان | انتعاش البناء العشوائي في فترة الانتخابات

تطوان. زهير البوحاطي

    شكلت فترة الحملات الانتخابية، غنيمة لا تعوض للعديد من سماسرة البناء العشوائي بجهة الشمال، حيث استغلوا هذه الظرفية لإغراق المدن الشمالية بالبناء العشوائي الذي عرف مراقبة، خصوصا بعد الفيضانات الأخيرة التي عرفتها العديد من المدن بالشمال المغربي.

وقد استغل العديد من السماسرة هذه الفترة بتواطؤ مع بعض أعوان السلطة من أجل إحياء هذه الظاهرة التي كانت السبب الرئيسي في فيضانات شهر مارس الماضي، بسبب غياب تصميم التهيئة وانعدام البنية التحتية، حيث تم تشييد العشرات من المنازل بطريقة عشوائية لا تخضع للقانون الجاري به العمل في مجال التعمير، كما أن بعض هذه البنيات شيدت على مجاري المياه والوديان، مما دفع بوزارة الداخلية إلى تكثيف مراقبتها لهذا المجال الخارج عن السيطرة بسبب تغاضي بعض الجهات وتواطؤ جهات أخرى، إلا أن الانتخابات كانت سببا في إحياء هذه الظاهرة السلبية التي تؤثر على المجال العمراني للعديد من المدن الشمالية، حيث تم تشييد العديد من البنايات العشوائية في وقت وجيز، خصوصا داخل الأحياء الشعبية، كما أن البعض منها كانت موقوفة من طرف السلطة المعنية وأنجزت في حقها محاضر، لكن في هذه الفترة حيث السلطة المحلية معتكفة على تتبع أطوار الصراع الانتخابي وتركت الأبواب مشرعة أمام سماسرة البناء العشوائي، الذين استغلوا الظرفية على حساب المواطن الضعيف الذي أغلقت في وجهه جميع المصالح الإدارية، التي تمنح الرخص لبناء الإقامات والفيلات وتجزئات بينما تحرم سكان الأحياء الشعبية من ذلكن بدافع غياب تصميم التهيئة.

والنموذج على البناء العشوائي ضد محضر السلطة من شارع عبد الله بن الزبير المطل على شارع عبد الكريم الخطابي، حيث قام شخص بالبناء فوق بناية تاريخية يعود تاريخها لعهد الحماية الإسبانية بتطوان، ورغم توقيفه من طرف قائد سابق لإحدى الملحقات الإدارية، لكنه استغل ظرفية تعيين قائد جديد مع بداية الحملة الانتخابية، ليخرق محضر التوقيف من طرف السلطة ويتمم عملية البناء، مشوها بذلك المعلمة الأثرية لحي الباريو التاريخي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى