جهات

حديث العاصمة | التغيير تحقق في القفز من حزب إلى آخر

بقلم: بوشعيب الإدريسي

 

    لو كان وباء “كوفيد 19” حزبا لرشحناه للفوز بالمرتبة الأولى في اهتمامات الرباطيين، لكنه قضاء وقدر ابتلينا به كسائر العالمين، ويأتي الدخول المدرسي والجامعي في الدرجة الثانية، وبعده الانتخابات المقررة في تاريخ 8 شتنبر، وهي محطة يودع فيها الناخبون منتخبيهم الحاكمين والمعارضين الحاليين، ويعينون من يخلفهم لعلهم ينكبون على إيجاد الحلول الناجعة لمواجهة القضايا الساخنة التي يحترق بها المواطنون يوميا، سواء تلك المتصدرة لانشغالاتهم وهي كثيرة، أو تلك الزائرة الثقيلة التي تهب كالزوبعة فتخلف وراءها كوارث وضحايا، كوباء “كورونا”، وتمدرس الأبناء، وتكاليف المعيشة، والعطالة، والاستشفاء… إلخ.

فلم تعد الانتخابات لتعيين من ينوب عن الناخبين، ولكن لاختيار مقررين مفكرين منظرين سياسيين للتنقيب عن الحلول واستباق الأزمات، وللتأطير والتنظيم والتخطيط للتوجه إلى هدف 2035، محطة استكمال النموذج التنموي الذي شاركت في صياغته كل شرائح المجتمع، وستشرع في تنفيذه حكومة ومجالس، لها شرعية، وقوة، وثقة الناخبين المصوتين، والتي تتكون من أحزاب منها الحزب الأغلبي لقيادة الحكومة، وآخر لترأس جماعة العاصمة السياسية والثقافية والإدارية، ودون شك يحتفظ الأساتذة الجامعيون والأكاديميون بتوقعاتهم في سباق الأحزاب بعدما انتشرت لوائح مرشحيها وبرامجها عبر المواقع الإلكترونية والندوات التلفزية.. ونحن معهم نحترم هذا التحفظ بشأن انتخابات مغايرة لسابقاتها، خصوصا في القاسم الانتخابي، وارتفاع عدد المسجلين من الناخبين، فهل ستأتي كسائر الاستحقاقات الديمقراطية العالمية بمفاجآت؟

فالتغيير المنشود الذي تتغنى به الأحزاب، ليس لتغيير الانتماء الحزبي للمرشحين، ولكن لتغيير ما في قلوبهم.. ولحد الآن، لم يتحقق سوى القفز من حزب إلى آخر.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى