مكناس | الحكومة تمنع الحفلات والمجلس الجماعي يواصل الترخيص لتنظيم “لافوار”
ما يجري ويدور في المدن
محسن الأكرمين. مكناس
بين القرار الحكومي والقرارات المحلية الصادرة عن مجلس الجماعة بمكناس، بون شاسع في التطبيق.. فالحكومة قررت أن تمنع الحفلات والأعراس ومختلف التجمعات، وحتى المآتم (فوق 10 أشخاص)، ومجلس جماعة مكناس يرخص إقامة “لافوار” بساحة “زين العابدين”، والتي كانت تحتسب تسمية على المناطق الخضراء بالمدينة، ترخيص لمدة شهرين بتجمع بشري وأسري غير متحكم فيه بالتزام الاحتراز الوقائي، ويخالف التباعد الجسدي (الاجتماعي)، ويمكن أن يشكل بؤرة وبائية شديدة الانطلاق بمكناس في ذروة الإصابات، وما على اللجنة الوبائية والصحية الإقليمية بمكناس، إلا التحرك والوقوف في عين المكان لمعاينة مدى التجمهر القوي حول الألعاب بلا معقمات ولا كمامات؟
قد تكون المبررات لهذا الترخيص جد منطقية، بناء على أن قرار الترخيص أتى قبل القرار الحكومي الوطني، لكن القرار الحكومي ملزم للجميع بأثر رجعي، وليس فيه أي اجتهاد أو تأويل، وهذا “لافوار” يمكن اعتباره من “الحفلات” الجماعية حتى وإن كان في فضاء مفتوح، وقد يكون قرار الترخيص معيبا ليس في المدة، ولكنه معيب في مكان الترخيص أولا، وهو من بين المواقع المستهدفة في تأهيل وتثمين المدينة العتيقة بمكناس (2023)، وهنا لا بد من الإشارة ثانيا إلى أن المنطقة التي رخص بها “لافوار” هي من بين المناطق ذات الحساسية في حدوث انهيارات أجزاء من السور (المحاذي سابقا للدائرة الأمنية/ دكاكين مغلقة حاليا)، وهي ثالثا من بين المناطق التاريخية ذات المشاهدة الترددية من حيث قيمة قربها من المعلمة التاريخية ساحة الهديم وباب منصور، وقلب المدينة العتيقة.
قد تسكت الأفواه والأقلام الداعية إلى توقيف هذا الترخيص واحترام القرارات الحكومية وإصدار قرار بتعليق الترخيص لزوما، ومنع التجمهر بساحة “زين العابدين” وقرب “صهريج سواني”، وقد لا تتم إثارة الموضوع من طرف الجمعيات التي تشتغل على تيمة تاريخ المدينة المادي واللامادي بالمواكبة، وقد لا يتم استحضار جل المخاطر الصحية (تفاقم منحى الإصابات) وذروة العدوى، وكل المخاطر الممتدة نحو انهيار جزء من السور (لا قدر الله).. من هنا الصمت ليس بالحكمة، بل هو صمت يواري مشاكل صحية وأمنية، كما يواري قيمة الأثر العمراني للمكان (لافوار والتثمين)، مما يبين أن مكناس انطلق منها النموذج التنموي الجديد من التوقيع على قرار الترخيص لـ”لافوار”.
الكل يعاني من الضغط النفسي وخاصة الأطفال، لكن الخطر لا زال حاضرا ويتربص بالجميع، من هنا لا بد أن يكون للمجتمع المدني والإعلام رأي في مثل هذه القرارات المعيبة والترافع عن الساكنة والمدينة والأمن الصحي، وتوجيه حملات التوعية نحو ساحة “زين العابدين وغيرها، كما يجب أن تكون للمجتمع المدني سلطة الترافع عن أمكنة تدخل في إطار التثمين والتأهيل ولا يمكن أن توظف لغير ذلك، وبالتالي، أن يكون للسلطة الترابية رأي السيادة في استدامة حفظ الأمن الصحي وتخفيض المخاطر الممكنة، وتجنب كارثة مثل ما حدث بمسجد “باب بردعين”.