لماذا إقصاء أزمور من “مخطط بلادي”؟

مرت عدة سنوات على انطلاق المشروع السياحي المعروف بـ”مخطط بلادي”، الذي يهدف إلى دعم السياحة الداخلية وتشجيع السياح الأجانب والمغاربة على الاستفادة والاستمتاع بالمؤهلات السياحية الضخمة التي توجد في العديد من المدن ومناطق المغرب الصحراوية والجبلية والشاطئية وغيرها من المناطق الجذابة في مختلف جهات المغرب، وفي هذا الصدد تم إحداث محطات سياحية في عدد من المدن ومناطق المغرب توفر تسهيلات وامتيازات للعائلات المغربية مع عروض سياحية ملائمة لحاجة السياحة العائلية، وعلى سبيل المثال لا الحصر: محطة إفران السياحية التي تم تجهيزها بفنادق وشقق سياحية ومخيمات ومجمعات تجارية ومطاعم وقاعات للسينما ومراكز لمختلف أنواع الرياضة ومسابح وغيرها من المغريات السياحية، وكل هذا بأثمان تفضيلية لفائدة العائلات المغربية.
وإذا كانت إفران المدينة السياحية بامتياز شأنها شأن المدن السياحية الأخرى مثل: مراكش وأكادير، ومناطق سياحية أخرى، فإن مدينة أزمور لها كل المؤهلات السياحية الجذابة من النهر، والبحر، وغابات، وشواطئ، وهضاب، وسهول، وروابي خضراء محيطة بها من كل جانب، إضافة إلى المآثر التاريخية العريقة التي يعود بعضها إلى عهد الرومان، وعهد الفينيقيين، والعهد البرتغالي، والمدينة العتيقة لأزمور برمتها يعود تاريخ نشأتها إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
وقد توسعت العديد من الكتب والمؤلفات لشأن تاريخ مدينة أزمور وخاصة منها مؤلف: “أزمور من خلال التاريخ الدولي للمغرب” لمؤلفه الدكتور المؤرخ الأستاذ عبد الهادي التازي بارك الله في عمره، كما تحدث عن تاريخ أزمور كثير من المفكرين والأدباء، وكانت أعز كلمة وأعز إشارة التي كان لها وقع كبير في نفوس سكان مدينة أزمور والتي مازال وقعها حتى اليوم، وهي الفقرة التي وردت عن أزمور في خطاب وجهه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني رحمة الله عليه أمام هيئة المهندسين المعماريين سنة 1986 بالقصر الملكي بمدينة مراكش، حين قال رحمه الله: “إن المرء لا يمكنه أن يتيه إذا ما وضعناه في أزمور يكفي أن يرى وادي أم الربيع والأسوار العتيقة ليعرف بأنه في المغرب، وليدرك أنها من المدن الشاطئية التي كانت بها قصبات بناها الملوك المغاربة”.
فهل هذه الالتفاتة المولوية من هذا الملك العظيم رحمه الله تشفع لأزمور بأن تحظى هي الأخرى بهذا المخطط السياحي الوطني (مخطط بلادي) خاصة ما لها من مؤهلات سياحية خلابة، وطبعا هذا يتم من طرف الخواص والمستثمرين السياحيين، لكن يبقى على مراكز الاستثمار ومؤسسات الإرشاد السياحي والجماعة الحضرية لأزمور، وطبعا الوزارة الوصية على القطاع السياحي بأن يعملا على التشهير والتعريف بالمؤهلات السياحية التي تتوفر عليها المدينة.
شكيب جلال (أزمور)