حديث العاصمة | شارع 2000 مليار في الرباط ؟
بقلم. بوشعيب الادريسي
أنتم شهود على موقف “إخواننا” المنتخبين، كيف أنهم التزموا الصمت ولم يذكروا أو يشيروا في “ثرثراتهم” الجماعية إلى معجزة 2000 مليار التي استفادت منها العاصمة، وكأن هذه العاصمة في بلاد الوقواق وليست مدينة يمثلونها ويتكلمون باسم سكانها، اللهم إذا “طَارْ لِهُم” من سحب الزربية الرباطية من تحت أقدامهم وذلك بتكليف أجهزة تقنية للإشراف على الورش الملكي.
وسيكون شهر رمضان الأبرك، شهر العبادة والشكر لله تعالى على نعمه التي لا تحصى، مناسبة للعائلات الرباطية، لتناول الأحاديث حول المشاريع الملكية التي خصصت لهم ولأبنائهم وأحفادهم والتي لم تشهد الرباط مثيلا لها منذ تأسيسها، ولأول مرة “سينقلب” الرباطيون على منتخبيهم ويبادرون بتسمية شارع وسط حي حسان “بشارع 2000 مليار” وهذا الشارع يقع بين شارع العلويين ورحاب الضريح الشريف، ضريح محمد الخامس، وتتوسطه حديقة مستطيلة ومدرسة ابتدائية، ويحمل حاليا اسم: شارع صومعة حسان، وبما أن هذا الاسم تحمله مقاطعة حسان ويسمى به حي حسان، ومدرسة ومؤسسات إدارية وسياحية، فليكن الشارع المقترح “شارع 2000 مليار” شهادة امتنان واعتراف بالجميل من الجيل الحالي لتبقى الأجيال القادمة تتذكر كلما عبرت تلك الطريق من طريقها إلى الضريح الشريف، ضريح ملكين شريفين ومجاهدين، الأيادي الكريمة التي أغدقت على العاصمة بما يحقق لها لقب “مدينة الأنوار”.
وإذا كانت وزارة الصحة نبهت المسنين والمرضى من السفر إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة أو الحج، واقترحت عليهم تأجيل ذلك إلى السنة المقبلة مراعاة لظروفهم الصحية وخوفا عليهم من “الفيروس” القاتل الذي يتربص لا قدر الله بالأجسام السقيمة، فها هو ضريح أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضريح المعجزات والبركات الذي لا ينقطع فيه ترتيل القرآن الكريم بالليل والنهار، والذي حباه الله بموقع يختلط فيه نسيم البحر، وجودة هواء وادي أبي رقراق وعبق روائح الزهور والأغراس والأشجار المحيطة بالمكان الطاهر.
ففي هذه الأجواء التي لا دخل للإنسان فيها، لأنها أجواء ربانية، يستعد الرباطيون وضيوفهم من كل مكان “للعمرة” في الضريح الشريف وإن شاء الله سيقبل صيامهم وصلواتهم وتلبى دعواتهم ويكتب لهم الأجر الكبير.
وكما استشهدناكم على “إخواننا” المنتخبين الغائبين والحاضرين منهم ولكنهم مرفوعون، نستشهدكم على الالتماس الذي سبق أن وجهناه من هذا المنبر الشعبي منذ حوالي سنة ونصف والتمسنا فيه إصلاح وترميم صومعة حسان، ومثلناها كجسم مشنوق معلق عند مدخل المدينة، فهذه الصومعة التاريخية والتي لها ثمانية قرون ستلتحق بأختها صومعة الخرالدة بإشبيلية في إسبانيا وصومعة الكتبية بمراكش من حيث الإصلاح الشامل والنقش والترميم والإصلاح العام، ليعاد لها جمالها وتظهر روعة تصميمها.
وهي من ضمن المنجزات المنتظر تحقيقها في المشروع الملكي قبل سنة 2018، وهذه الصومعة كما تعلمون هي رمز شعار جماعة الرباط، ومع ذلك لم ينتبه “إخواننا” لهذه الالتفاتة الكريمة ومروا عليها “لينبشوا” ويبحثوا في الأرض التي تفاجأوا بأنها في ملكية البلدية، واحتجوا وصرحوا بأن هذه “الهميزة” لم تكن في بالهم ولم يعرفوا بها إلا في الجلسة ولو كانت في علمهم لشيدوا عليها عمارات ووزعوا شققها على بعضهم البعض وعلى موظفيهم، فلو “لا قدر الله” كانوا يعلمون بها لما وجدوها اليوم لتسوية أوضاع مالية لمشاريع شعبية لصالح السكان.
وشهر رمضان مبارك سعيد أيتها الرباط، رباط الفتح وأرض الصالحين المصلحين وأرض الضريح الشريف.