الأسبوع. زهير البوحاطي
بعد الخرجات الإعلامية المسعورة، والتحركات على صعيد التراب الوطني الإسباني والتي دامت لأيام من أجل الضغط على المغرب وإدانته بشتى الطرق، خصوصا في العملية الأخيرة لاقتحام الحدود، لم تجد حكومتا سبتة ومليلية المحتلتين سوى الاستسلام للأمر الواقع، واستبدال الخطاب العدائي بآخر ذي طابع يتسم بالرجاء والتوسل للمغرب، وذلك من أجل إعادة فتح معبري “باب سبتة” و”بني انصار” في وجه العابرين والسائحين، من أجل إحياء الاقتصاد النهار للمدينتين.
وبعدما فشلت مدريد في استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، بعد إغلاق جميع الوسائل والوساطة المؤدية إلى الحوار، لم يجد عمدة سبتة المحتلة، “خوان فيفاس” أمامه إلا التقدم بملتمس في الجلسة العامة بالبرلمان الإسباني، الأسبوع المنصرم، للحكومة المركزية، للحصول على الموافقة لمراسلة الرباط مباشرة من أجل التوجه بطلب استعطاف حتى توافق المملكة المغربية على فتح المعبر الحدودي “باب سبتة” وإعادة الحياة للمدينة عبر بناء علاقة جيدة تهدف إلى خلق رؤية مزدوجة وإنشاء منطقة صناعية مشتركة على الجانب الحدودي الوهمي بين المغرب وسبتة، فضلا عن السماح للأشخاص بالعبور من أجل الزيارات العائلية والاجتماعية والعمل وإنعاش القطاع السياحي بين الطرفين.
ورغم العديد من الجولات والزيارات التي قام بها عمدة سبتة المنتمي للحزب الشعبي المعارض بإسبانيا، من أجل الرد على المغرب بقوة من خلال إقحام الاتحاد الأوروبي لأجل الاعتراف بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، كبوابتين لأوروبا، ونشر رجال جمارك ومراقبين تابعين لهذا الأخير، إلا أن ذلك لم يكلل بأي نجاح، ليقوم في المرة الثانية بخوض مناورة موسعة من أجل إخضاع المدينتين لقانون “شينغن” وفرض التأشيرة على سكان المدن المحاذية للمدينتين، لكنه فشل في ذلك ليعود خاوي الوفاض، ورغم ذلك، لم يستسلم بعدما أغلقت مدريد في وجهه جميع الأبواب، وهذا ما دفع به لمراسلة الرباط عبر رسالة استعطاف واستغاثة في نفس الوقت من أجل إعادة الحياة لسبتة المحتلة.