جماعة الرباط .. تكتري بنايات بـ350 مليونا وتصلحها كل سنة بـ180 مليونا!
الجماعة التي تملك مئات العقارات، والمركبات الإدارية والرياضية، ومقر يتسع لاحتواء عشرات المصالح بحي النهضة، ومكاتب في عمارات شامخة بحي المحيط وحسان ويعقوب المنصور واليوسفية، هذه الجماعة تكتري بنايات لبعض أقسامها بـ 350 مليونا، وبما أنها جماعة “معقولة” وتسهر على إصلاح أملاك عباد الله، فهي تخصص ميزانية محترمة وسخية تقدر بأكثر من نصف القيمة الكرائية السنوية أي 180 مليونا كل سنة، تقول للقيام “بإصلاحات”، وهي التي لم تصلح حتى أزقتها وإنارتها، فالذي نعرفه هو إصلاحات المحلات المكراة على عاتق الملاكين وليس المكترية “الجماعة”، ثم هل هذه “الإصلاحات” التي تكلف كل سنة 180 مليونا (وهي كافية لتشييد عمارة كل سنة) هل لتبليطها بالرخام أم بالذهب والمرجان؟ وهل الموظفون الذين يشتغلون فيها بالأقلام أو بالدبابات والأسلحة الهدامة؟ مما تضطر الجماعة إلى ترميم ما تم هدمه؟ وبعيدا عن هذا الردم والهدم والأكرية المكلفة ألا توجد عقارات أهدتها الجماعة إلى جمعيات محظوظة بينما هي المسكينة تكتري بنايات بـ 350 مليونا وتصلحها بـ 180 مليونا من فلوس سكان الرباط؟ وهل تعلمون كم من الملايير تفرغها البلدية في الرمال باسم الكراء؟ ولها قاعات فسيحة بمكاتبها تتمختر فيها الفئران والطوبات؟، و350 مليونا في كل سنة تقتطع من أموال دافعي الضرائب في أكرية غير ضرورية بل وحتى “الذين” فيها غير ضروريين ومادامت الجماعة أغرقت الرباط بحوالي 6000 موظف، وفرخت الأقسام لتتناسل منها المصالح، لتكون نتيجة ذلك غلاف مالي يكلف المواطنين حوالي 45 مليارا كل سنة.
إن هذه التخمة في الأكرية وهذه البدعة في الإصلاحات، تتطلبان مراجعة هذا الملف، وطرح أسئلة حول: أولا حاجة الجماعة لتلك البنايات؟ ثم ثانيا، قانونية إصلاح ما ليس لها؟
وهذا نموذج وبالأرقام والحيثيات كيف يتصرف المنتخبون لضبط وتدبير وتأمين ميزانية المدينة، فنتمنى وهم على أبواب المغادرة فتح هذا الملف و”إصلاح” اختلالاته.