المنبر الحر | وا أسفاه على المجتمع المدني بفاس
في عهد حكومة “عفا الله عما سلف” نعيش واقعا أسوأ بكثير مما سلف فبالإضافة إلى العفاريت والتماسيح كما جاء على لسان رئيسها، ينضاف إلى القائمة الغالبية من المجتمع المدني وما أدراكم ما المجتمع المدني.
فانطلاقا من المقولة الشهيرة فاس والكل في فاس – الصالح والطالح- نجد جمعيات متميزة ومتمايزة صنفت نفسها تحت تسميات مختلفة، فمنها ما هو “مفدرل” كالفدراليات، ومنها ما هو “مربوط” كالرابطات، ومنها ما هو “منسق” كالتنسيقيات في شكل يشبه ألوان الحرباء في تنقلها لنخلص في الأخير أن معظم المجتمع المدني بفاس مقسم إلى لوبيات تخدم أجندات معينة.
إن المؤسف في الأمر هو أن جل الجمعيات بفاس تتخذ من خدمة الوطن مطية لقضاء مصالحها الشخصية؛ فمنها ما يقوم يوميا بـ”التلحس” بأعتاب المسؤولين ومنها ما ينوه بالمسؤولين عبر مواقع إلكترونية مسيئة لمهنة الصحافة، ومنها ما يهدي الكيلوغرامات من الخليع والبلغة الزيوانية إلى المسؤولين، ومنها ما يحضر الاجتماعات ليقول نعم للمسؤولين على الحلو والمر لا لشيء سوى لنيل الرضى والتباهي بالعلاقات وأرقام هواتف المسؤولين في المقاهي.
يا حسرة على أيام زمان حيث إذا جالس الجمعوي القائد كان يخال نفسه فوق بساط الريح حتى بلغنا زمن التشاركية، حيث أصبح الأمي يؤسس الجمعية ويشارك ولاية جهة فاس بولمان القرارات المصيرية في حق العاصمة العلمية بعيدا عن المثل القائل أهل مكة أدرى بشعابها.
إن المؤسف في الأمر هو أن بعض مكونات المجتمع المدني بفاس لا يربطها بالعمل الجمعوي سوى أنها حصلت على وصل إيداع بالتأسيس في سبب غياب التأهيل وضعف المستوى العلمي والثقافي وغياب النخبوية، وما دفعني لكتابة هذه السطور هو أن كل من تكلم مع مسؤول ما، يقول باسم الساكنة في حين أن الساكنة لا تعرف أي جمعوي نظرا لغياب التواصل مع الساكنة بل وحتى بين أعضاء الهيئات الجمعوية بفاس، لأن كل رئيس يستأسد برئاسة جمعيته دون استشارة الأعضاء. وحتى من كان يجالس الساكنة في بداية مشواره الجمعوي أصيب بمرض النرجسية ليتكبر على الساكنة وأصدقائه لأنه أضحى يجالس والي الأمن ووالي الجهة… وا أسفاه.
عبد الله الشرقاوي