عبد الحق المريني صهر الراحل المنجرة: “بلاغ”

بقلم: رداد العقباني
بينما كنت أراجع لائحة التصريحات التي توفرت لي حول وفاة المفكر الموسوعي المهدي المنجرة، وجدت إلى جوارها لائحة أخرى تتعلق برجال ونساء المغرب النافذين، كنت قد جنيتها لشأن آخر، وتحديدا لدعوتهم لحضور حفل تكريم “مؤجل”، لصهر عالم المستقبليات، الدكتور عبد الحق المريني، الناطق الرسمي للقصر الملكي.
وخطر لي أن أمتحن ذاكرتي وملفاتها، وأن أقابل بين شهادات زوار المقابر(..) وشهادات لائحة “نساء ورجال الدكتور عبد الحق المريني”، وأن أتساءل مع “أوريد”، هل يستطيع الساسة (وغيرهم) أن يخرجوا من خطاب مرسوم سلفا؟ هل يستطيعون أن يروا أبعد مما تتيحه مصالحهم، أو ما تفرضه تحالفاتهم من أجل منصب، أو عهدة أو لقب؟ (كتاب سيرة حمار، حسن أوريد)، دون إغفال التصريح المتميز في حق المرحوم المنجرة من طرف صهره عبد الحق المريني “ترك صوته يرن في عدد من الجامعات الأوروبية والأسيوية والإفريقية والمغاربية، بصفته كان عالما موسوعيا ومفكرا شموليا كما ترك فراغا كبيرا في الساحة الثقافية المغربية. والطبيعة تكره الفراغ”..
لا أريد أن أُحرج أحدا(..) بنشر تقارير ووقائع يصعب الطعن في صحتها، حول المواقف الملتبسة لبعض المثقفين والسياسيين والحقوقيين الذين شيعوا جثمان الراحل المنجرة وقاموا بثرثرة المديح، بعد اطلاعهم على بلاغ الديوان الملكي في الموضوع.
هي ثلاثة أسباب للنزول لوضع “ميساج” عبد الحق المريني تحث المجهر.
السبب الأول: صفة صاحب الميساج، الناطق الرسمي للقصر الملكي ومؤرخ المملكة
السبب الثاني: المناسبة التي تم على هامشها التصريح، وهي دفن جثمان المهدي المنجرة، ليس لكونه صهره، بل لكونه أحد أركان الفكر الذي ناضل طيلة حياته من أجل الحرية والكرامة، ومن أجل مغرب متحرر من قيود الاستبداد ومنفتح على تجارب العالم.
السبب الثالث: المكان الذي احتضن الدفن، وهي مقبرة سيدي مسعود بحي الرياض الرباط.. وليس بـ”الشهداء”، مقبرة كبار خدام الدولة، لما لها من رمزية(..).
وكان الملك محمد السادس، قد بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المهدي المنجرة، حيث ذكر فيها بمكانته كأحد “رجالات الفكر والمناضلين المخلصين عن حقوق الإنسان والمساهمين في تكوين الأجيال المغربية، وبكونه “نموذجا للمفكر الملتزم والباحث المستقبلي الجاد”، ونوه جلالته بما كان يتحلى به الراحل “من خصال إنسانية رفيعة، ومن تشبع مكين بالقيم الكونية للحرية والعدالة..” والإنصاف
وهذا ما يقود إلى جوهر تصريح عبد الحق المريني (الصورة)، الذي التقطه مراقبون كـ”ميساج” للطبقة السياسية المغربية، المشغولة بصراعاتها الداخلية التافهة، بعيدا عن التحديات التي تواجه المغرب، بل هناك خبراء غربيون اعتبروا في “تقاريرهم”، حسب مصادر مقربة منهم، رسالة المريني، “بلاغا” من الدولة العميقة المتعالية على مصالح الأحزاب ومخزنها(…).