جهات

تاريخ الخطوط الجوية والبحرية بين الرباط ولشبونة

    في الثامن عشر من يوليوز 1988، حل وفد رفيع المستوى من رجال أعمال برتغاليين، ورؤساء مكاتب للدراسات وسياسيين يترأسهم عمدة العاصمة لشبونة، لمباركة وحضور مراسيم تآخي وتوأمة عاصمتهم بعاصمة المملكة، وبعد التوقيع، فوجئ الرباطيون بحماس الوفد البرتغالي للاستثمار في مشاريع كبرى في الرباط، منها بناء ميناء يربط العاصمتين اللتين توجدان على خط مستقيم ومتقابلتين، ولا تفصل بينهما سوى أميال بحرية يمكن للبواخر في ذلك الوقت قطعها في ساعتين، فالعاصمة البرتغالية محاصرة كمدنها بحدود تخنق حركتها التجارية والسياحية، وتسعى إلى التحرر من هذا الاختناق بالانفتاح على المملكة عبر عاصمتها.

وقدم البرتغاليون عروضا مغرية لإنشاء خطوط للترامواي تربط الرباط بمدينة تمارة، وتجهيزها بنظام معلوماتي في ذلك الوقت، لتنظيم والتحكم في السير والجولان من أنفاق تحت الأرض، وتشييد قناطر، وقدموا نموذجا منها فوق بحر عاصمتهم.

ويمكن العودة إلى تقارير المجلس الجماعي المرفوعة إلى السلطات عن محادثات الوفدين، لمحاولة تجديد فتح الاتصالات مع جيران لم يسيئوا يوما إلى مملكتنا.

واليوم، فقط نصف ساعة طيران من الرباط إلى لشبونة تشجع على زيارة الرباطيين لبلد كله آثار من الأندلسيين، وأيضا من الكرم وحسن الاستقبال.. سياحة متبادلة نتمناها لتعزيز علاقات البلدين، ولنفض الغبار عن تعاون يمكن أن يعوض ذلك التعاون الذي استفاد منه الجار، الذي طعن المغاربة في ظهرهم وتحايل على مقتضيات القانون الدولي لاحتضان أعدائهم، واستعمال انتمائه إلى قارة لضربهم وعزلهم وإهانتهم وهو يعلم أنهم أحفاد من شيدوا أجمل أقاليمه وبنوا اقتصاده.. هم من زرعوا الحياة في مدينتين محتلتين على حساب اقتصاد المملكة.

لقد اختار وجهته.. واخترنا وجهتنا ومعنا إفريقيا ودول ديننا ولغتنا، وتحررنا من الهيمنة والاستقواء والغدر، ونتمنى أن يصادف 18 يوليوز المقبل، بداية استئناف اتصال جديد بالعاصمة لشبونة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى