جهات

الرباط | متى يهزم الشعب الأحزاب ؟

    لقد ضاق الشعب ذرعا من سياسة الأحزاب.. وقد سبق لبعضها أن خططت لحرمان أبنائه من الدراسة الأجنبية وضغطت ليفرض التدريس باللغة العربية، بينما أبناء قاداتها ينهلون من العلوم الرائجة في العالم المتحضر، وبرمجوا اختراق الدستور بالتنصيص على “الملكية البرلمانية” بعدما مهدوا لها بإجبارية الترشح للانتخابات والمناصب إلا للحاصلين على تأشيرات تزكياتها حتى لا يكون معهم الشعب، وحتى يتحكموا أو يقرروا في كل التعيينات، وإجراء الانتخابات فيما بينهم وتشكيل الحكومة منهم في إطار “اعطيني نعطيك” وتبادل المنافع بينما الشعب يؤدي من عرق جبينه – ثمن فرجته – الملايير لتمويل الميزانيات، فلو حققوا حلمهم، لكنا اليوم في عداد الأمم التي خربها الوصوليون وقسمها المتعطشون للحكم، الذين جندوا كل ميليشياتهم المدربة على الفتن.. فكنا استثناء بفضل نباهة شعبنا، وكان العشرات يغادرون مقراتهم لينتصبوا في وقفات احتجاجية أمام مقر البرلمان لإغراء الشارع بنضال يعرف كل الشعب الهدف منه: الابتزاز، وما زادت تلك المهاترات إلى هوة بين هذا الشعب والمبتزين حتى ضاق صبره فواجههم منذ تشكيل هذه الحكومة، بضرورة إشراك الكفاءات المحايدة، ونبههم إلى أنهم لا يمثلون ولا يتكلمون باسمه، فالشعب أغلبه لا يهتم بالانتخابات ونخبته في خنادق الموت تدافع عن الوطن من مواقع مهامها الخطيرة المعرضة لكل الأخطار وعددهم لا يحصى في الصحراء والجبال وفي الحدود البرية والبحرية وفي مستنقعات الجرائم وفي الطرقات وفي المستشفيات وفي تأمين الأجواء من الاختراقات والدسائس… إلخ.

فالشعب تصدى لكل المناورات، وصبر “صبر أيوب” على من استغنوا ببيع قضاياه وتسويق معاناته للحصول على المزيد من الامتيازات، فأضحى مؤهلا أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن نفسه، لأنه يرفض استغلال موارده وثرواته وخيراته من فئات تمثل فقط منخرطيها المستفيدين من المناصب والأجور والتعويضات والدعم.. بينما أبناء الشعب جعلت عليهم غشاوة، فتخطاها ليهزم المنتحلين لصفته ويسترجع حقوقه بدون أوصياء.

فالشعب يريد حكومة منه، أي من عمق نخبه التي نخرها الإهمال والتهميش، وشرف للمملكة أن يكون شعبها متحررا من هيمنة الذين “يأكلون” باسمه.. فهل الشعب يهزم الأحزاب وينتصر لأغلبيته الصامتة ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى