جهات

حديث العاصمة | العاصمتان الرباط والجزائر لما بعد “كورونا”

بقلم: بوشعيب الإدريسي

    أختان جارتان غاضبتان على بعضهما غضبة طالت واستطالت.. حتى نسي جيلنا هنا في الرباط العاصمة، أن لنا جيرانا وإخوانا في شرق المملكة عاصمتهم هي مدينة الجزائر، ونتقاسم معهم الصحراء الشرقية والبحر الأبيض المتوسط، وفي تلك الصحراء – إن كنتم تذكرون – مدينة كانت مغربية وتنازلنا عليها لجيراننا اتقاء للفتنة والتفرقة وحفاظا على قداسة الأخوة، الشيء الذي كان استثناء مع إخواننا، في حين استرجعنا إقليم الشمال إلا من سبتة ومليلية ونقط متفرقة، ومدنا جنوبية كسيدي إفني وطرفاية وطانطان، وتأجل استكمال الاسترجاع أمام ضعف إمكانيات المملكة التي خرجت من الجهاد الأصغر باستقلال مبتور، لتجد نفسها محاصرة في رقعة ضيقة برا وبحرا، وليتسلط عليها المكلفون بإلهائها بالحركات الثورية لاقتسام تلك الرقعة بدكتاتورية المؤامرات والانقلابات تحت “مصيدة” الديمقراطية.

ومع ذلك، ووسط أمواج المعارضين الجائعين من الحكم والثروة، استأنفت المملكة تحرير صحرائها التي كانت جرداء قاحلة، وإنسانها المغربي مجرد رحالة يبحث عن الماء والكلإ لعائلته وقطيع إبله، فحرره الذين تحرروا قبله بمسيرة أبهرت العالم بالتنظيم والهدف والانضباط، في تلك الساعة تنبأ علماء المستقبليات بطفرة مقبلة مغربية لتحويل تلك الصحراء إلى قطب اقتصادي سينافس من هم وراء الحدود شرقا وجنوبا وداخل المياه الأطلسية، فكان ما كان من صنع آلة اشتركت في صنعها المهددة مصالحها في استمرار هيمنتها وجبروتها على المنطقة لخدمة الذين وكلوها من أجل ذلك.

ففي حي حسان هنا في العاصمة الرباط، منطقة سكنية سميت كل شوارعها بأسماء مدن مغربية مثل: سلا، وادي زم، القصيبة، قصر السوق المهدية وتندوف… إلخ، وهذه التسميات أقرها المجلس البلدي لسنة 1970، ونحن نعلم من كانوا أعضاء فيه مثل الوطنيين إبراهيم فرج وعبد الكريم الفلوس وغيرهم.. فلم يقرروا إطلاق اسم مدينة تندوف على شارع في دائرة خاصة بشوارع من المملكة إلا لحكمة يعلمونها رحمهم الله.. هذه الحكمة ستتضح معالمها عندما ظهرت “بضاعة الصنعة المصطنعة” للعرقلة بالنيابة عن المتضررين والمحرجين بالتقدم البين لإقليم مسترجع منذ سنة 1975، وسلموهم مدينة كانت مغربية هي تندوف، لمغاربة أقاموا فيها ويراودهم حلم الانفصال عن الوطن الأم تحت وصاية معينة.

فالعالم تغير، ويتجه إلى إلغاء الحدود واستعمال الرقمنة وأشياء أخرى.. بينما الأختان الغاضبتان، تعرضت إحداهما إلى تكالب واعتداء وتآمر وابتزاز من طرف أجانب، فلم يحركوا في الأخت الأخرى لا غيرة على الدين ولا على اللغتين ولا الجوار لمساندة أختها المظلومة.. وهكذا تربي أبناءها (ليس كلهم) على الحقد والكراهية ونبذ جيرانها.

لذلك، فرسالتنا من الرباط العاصمة إلى الجزائر العاصمة لما بعد “كورونا”: لنتقوى بمناعة اتحادنا وتآزرنا ومساندتنا لبعضنا البعض ضد “الأوبئة المحتملة” مستقبلا.

تعليق واحد

  1. N’attendez rien d’un régime Harkis haineux jaloux champion de la planète dans la trahison et les coups bas de bas de gamme c’est la raison pour laquelle il faut être très ferme et sans pitié avec le régime de caporaux

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى