حكاية استدعاء الجيش للسيطرة على الوضع في سبتة المحتلة
28 مايو، 2021
0 2 دقائق
الأسبوع. زهير البوحاطي
في مشهد غير مسبوق، حج مئات المغاربة في هجرة جماعية نحو المعبر الحدودي “باب سبتة”، صباح يوم الإثنين 17 ماي 2021، كما أن هذه الهجرة استمرت إلى يوم الثلاثاء 18 ماي، وعرف اليوم الموالي نزوح عدد كبير من المهاجرين الأفارقة الذين انضموا لهذه العملية التي شملت النساء والرجال، وبلغ فيها عدد الأطفال حوالي 2000 طفل قاصر، والذين غادروا المدارس مباشرة إلى سبتة عبر شاطئ الفنيدق، هذا الأمر فتح الأبواب أمام المهاجرين الأفارقة الذين جابوا شوارع طنجة من أجل النزوح بدورهم إلى مدينة سبتة.
وبعد القلق والخوف الذي خيم على ساكنة سبتة، تدخل رئيس حكومة مدريد، عبر حسابه على موقع “تويتر”، ليطمئن الساكنة، مؤكدا أن الأوضاع بالمدينة ستعود لطبيعتها بعدما اتفق مع نظيره المغربي على إعادة 4000 مهاجر من أصل 9500، كما طالبت الأحزاب المعارضة وزير الداخلية، بتقديم استقالته بسبب الضعف الأمني وامتناع العناصر الأمنية والحرس المدني من التدخل لضبط الوضع بسبب قلة عددهم.
وحسب تصريح وزير الداخلية لوسائل الإعلام، فإنه جد قلق من تكرار هذا الحدث بمدينة مليلية التي استنفرت جميع أجهزتها تحسبا لأي هجوم.
وزار ظهر يوم الثلاثاء الماضي مدينة سبتة المحتلة، كل من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، ووزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، من أجل عقد اجتماعات مع مندوبة الحكومة وعمدة المدينة، حيث وجدوا في استقبالهم حشودا من المواطنين القاطنين بسبتة والغاضبين من سياستهم، مرددين في وجوههم شعارات تطالبهم بالرحيل، وتعرضت سياراتهم للرشق بقنينات المياه، وتفقدوا في نفس اليوم المعبر الحدودي “باب سبتة” والاطلاع على كاميرات المراقبة كما هو ظاهر في الصورة الخاصة بـ”الأسبوع”.
كما أن الملك الإسباني أجرى عدة اتصالات في صباح نفس اليوم مع المسؤولين المحليين، سواء بمدينة سبتة أو بمدينة مليلية، لتقييم الأوضاع، خصوصا وأن مدينة مليلية عرفت بدورها نزوح عدد كبير من المهاجرين الأفارقة.
وفي نفس السياق، فقد أغلق عدد كبير من تجار المدينة محلاتهم التجارية بسبب تجول عدد كبير من المهاجرين بالشوارع بحثا عن الطعام، كما قررت الحكومة المحلية إغلاق الأسواق والمدارس والأبناك إلى حين عودة الأوضاع إلى طبيعتها.
وكانت بوادر الحرب الإعلامية بين المسلمين والمسيحيين تلوح في الأفق، خصوصا في الأيام الأخيرة التي شهدت فيها كل من مدريد والرباط أزمة دبلوماسية حقيقية، يؤكدها المسؤولون عن البلدين بخرجاتهم وتصريحاتهم الإعلامية، هذا التوتر الذي طفا على السطح، أخرج العديد من الإسبان في وقفات احتجاجية، سواء بإسبانيا أو بالمدن المحتلة، رفعت خلالها شعارات ضد الحكومة الإسبانية، وبعضها كانت شعارات عنصرية ضد المسلمين القاطنين بهذه المدن، مما دفع بالعديد من المغاربة المجنسين، إلى الهجوم على هؤلاء دفاعا عن شرفهم وعرق انتمائهم المغربي، لكن ذلك لم يرق للعديد من المغاربة الذين هاجموا مسلمي سبتة، بسبب بعض التصريحات الطائشة الصادرة عن أطفال مراهقين لم يحققوا حلمهم بالوصول إلى سبتة، حيث أكدوا أنهم تعرضوا للجوع والمعاملة السيئة، هذه التصريحات أدلى بها الشباب الذين تم إرجاعهم للمغرب، بينما المتواجدين بالثغر المحتل أكدوا غير ذلك.