الانتخابات المقبلة قد تزعزع موقع حكومة بن كيران

الرباط – الأسبوع
رغم أن الانتخابات البلدية والقروية المقبلة لن تحصل إلا في جوان، من السنة القادمة، إلا أنها بالتأكيد، لن تكون مثل الانتخابات البرلمانية التي أعطت المرتبة الأولى لمرشحي حزب العدالة وجعلتهم يحصلون على رئاسة الحكومة.
وحيث أن نتائج الانتخابات الجماعية في المغرب، ستعطي أعضاء مجلس المستشارين القادم، إلا أن نتائجها ستؤثر على الانتخابات البرلمانية التي ستجرى بعد الانتخابات الجماعية.
وقد أبانت القاعدة التي تؤثر على الانتخابات الجماعية في المرة السابقة، تقريبا هذه الخريطة المهيمنة حاليا على مجلس المستشارين، حيث سبق لحزب الاستقلال أن ترشح في أربعة عشر ألف دائرة، بينما الجماعات في المغرب يبلغ عددها 15 ألف جماعة، فلا يوجد في المغرب حزب قادر على الترشح في خمسة عشر ألف دائرة.
وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد حصل على المرتبة الثانية في الترشيح بحيث أنه ترشح في حوالي عشرة آلاف جماعة، كما حصل حزب المرحوم التهامي الخياري على المرتبة الثالثة، مما يعني أن حزب العدالة والتنمية لم يترشح إلا بأقل من سبعة آلاف دائرة، وحتى الاتحاد الاشتراكي، سبقه بالترشح في عشرة آلاف دائرة.
وهذا ما يسمى، عجز الأحزاب عن تغطية الخريطة الانتخابية، حتى حزب الاستقلال وهو أقدم الأحزاب المغربية، لم يستطع الوصول إلى كل المواقع التي خططتها براعة الوزير السابق إدريس البصري، الذي جعل مواقع الدولة بقيادها وشيوخها أبعد من أن تصل إليها الأحزاب.
وقد استطاع حزب الأصالة والمعاصرة، أيام كان رئيسه فؤاد الهمة، بوسائله الخاصة، أن يصل المرتبة الثانية في ملء مواقع التصويت لأنه إضافة إلى دعم الشيوخ وأئمة المساجد الذين هم مفاتيح التصويت، أضاف حزب الأصالة، ما ورثه عن الأيام الزاهرة لمؤسسه، وهو استيلاؤه على كل مصوتي حزب الأحرار، خلال الفترة الفارغة التي كان يعيشها حزب أحمد عصمان.
وها هو وزير الداخلية الجديد، حصاد، يعمل على إحياء وسائل الداخلية(…) عبر التعديلات(…) التي هو بصدد إدخالها على قوانين الانتخابات، لمبادرة تحضيرية للانتخابات القادمة.
ومن تلاميذ الداخلية في المدرسة الانتخابية، يوجد أمين عام الاتحاد الاشتراكي، إدريس الاشكر، الذي فطن إلى أن حزبه لم يستطع أن يترشح إلا في حوالي عشرة آلاف جماعة، وكان ذلك نتيجة ما هو معروف عن الأمينين السابقين اليازغي، والراضي، المعروفان بكسلهما(…) وقلة تحركهما خارج الرباط والبيضاء، لنرى إدريس الاشكر، هذه الأيام وهو يتحرك في اتجاه البوادي وأطراف المدن الكبرى لرغبته في الترشيح بأكثر من عشرة آلاف جماعة، لأن ميزة الحضور الواسع تعطي حظوظا لكسب المقاعد والأصوات، فالذي يرشح 14 ألفا، يحصل على سبعة آلاف، والذي يرشح ألفين، يحصل على ألف، لتظهر نتائج الانتخابات القادمة مسبقا من خلال عدد الجماعات التي تترشح بها الأحزاب.
وكان حزب العدالة قد فاز في الانتخابات البرلمانية لأن بها سبعة وتسعين مقعدا فقط، تلعب الانتماءات السياسية فيها، أكثر مما تلعبه في ألف وخمسمائة جماعة، تلعب فيها ضغوط أخرى يتغلب فيها المخزن على السياسة، وهو العجز الذي أعلن عنه أمين الحزب بن كيران مؤخرا، عندما قال بأن حزبه في الانتخابات الجماعية القادمة، لن يغطي كل الجماعات، قدمها على أنها تنازل عن حق شبه مكتسب، ولكن الواقع هو أن حزب العدالة والتنمية نشيط فقط في بعض المدن الشاطئية، وشغلته المهام الحكومية عن التوسع والانتشار في جميع أنحاء المغرب، إضافة إلى أن الحرب المعلنة على بن كيران من طرف أقطاب حزب الأصالة والمعاصرة، داخلة في إطار الصراع المستقبلي حول الانتخابات الجماعية، وليكون منطقيا أن تتهافت على صناديق حزب الأصالة حشود من العاملين في مجال زراعة الحشيش، وخاصة شمال المغرب(…)، حيث أصبح حزب الأصالة مدافعا عن مصالحهم مطالبا بحقوقهم.
وهكذا نرى من بعيد، كيف أن الحكومة المقبلة، لن تكون من نصيب حزب بن كيران، إضافة إلى أن السؤال الكبير، هل الحريصون على التوازن، سيرون في مصلحتهم أن يكون بن كيران على رأس ولاية خمس سنين أخرى، هؤلاء الحريصون على التوازن، نعني بهم أولئك الذين أبعدوا وزير الداخلية الطيب الشرقاوي، ومن معه(…) مباشرة بعد إجراء الانتخابات النيابية.